كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار بشار بن برد ونسبه

صفحة 96 - الجزء 3

  في ضيعتها بالبصرة المعروفة «بخيرتان»⁣(⁣١) مع عبيد لها وإماء، فوهبت بردا بعد أن زوجته لامرأة من بني عقيل كانت متّصلة بها، فولدت له امرأته وهو في ملكها بشارا فأعتقته العقيليّة.

  وأخبرني محمد⁣(⁣٢) بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال: كان برد أبو بشار مولى أمّ الظَّباء العقيليّة السّدوسية، فادّعى بشار أنه مولى بني عقيل لنزوله فيهم.

  وأخبرني أحمد بن العبّاس العسكريّ قال حدّثنا العنزيّ قال حدّثني رجل من ولد بشار يقال له حمدان كان قصّارا⁣(⁣٣) بالبصرة، قال: ولاؤنا لبني عقيل؛ فقلت: لأيّهم؟ فقال: لبني ربيعة بن عقيل.

  وأخبرني وكيع قال حدّثني سليمان المدنيّ⁣(⁣٤) قال قال أحمد بن معاوية الباهليّ: كان بشار وأمّه لرجل من الأزد، فتزوّج امرأة من بني عقيل، فساق إليها بشارا وأمّه في صداقها، وكان بشّار ولد مكفوفا⁣(⁣٥) فأعتقته العقيليّة.

  / أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ قال حدّثني الحسن⁣(⁣٦) بن عليل العنزي قال حدّثنا قعنب بن المحرز الباهليّ قال حدّثني محمد بن الحجّاج قال:

  باعت أمّ بشّار بشّارا على أمّ الظَّباء السّدوسيّة بدينارين فأعتقته. وأمّ الظباء امرأة أوس بن ثعلبة أحد بن تيم اللَّات بن ثعلبة، وهو صاحب قصر أوس بالبصرة؛ وكان أوس أحد فرسان بكر بن وائل بخراسان.

  كان أبوه طيانا وقد هجاه بذلك حماد عجرد:

  أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف قال حدّثنا العنزيّ قال حدّثنا محمد بن زيد العجليّ قال أخبرني بدر بن مزاحم:

  أنّ بردا أبا بشّار كان طيّانا يضرب اللَّبن، وأراني أبي بيتين [لنا]⁣(⁣٧) فقال لي: لبن⁣(⁣٨) هذين البيتين من ضرب برد أبي بشّار. فسمع هذه الحكاية حمّاد عجرد فهجاه فقال:

  يا بن برد إخسأ إليك فمثل ال ... كلب في الناس أنت لا الإنسان

  بل لعمري لأنت شرّ من الكل ... ب وأولى منه بكلّ هوان

  / ولريح الخنزير أهون من ري ... حك يا بن الطيّان ذي التّبّان⁣(⁣٩)


(١) قال «ياقوت» عند الكلام على خطط البصرة وقراها: خيرتان منسوب إلى خيرة بنت ضمرة امرأة المهلب بن أبي صفرة. قال: ومن اصطلاح أهل البصرة أن يزيدوا في الاسم الذي تنسب إليه القرية ألفا ونونا: نحو قولهم: طلحتان: نهرب ينسب إلى طلحة بن أبي رافع (انظر «ياقوت» في اسم البصرة).

(٢) كذا في ط، ء، ح وهو الصواب. وفي باقي النسخ: «عمرو» وهو تحريف.

(٣) القصار: محوّر الثياب أي مبيضها.

(٤) فيء، ط: «المديني».

(٥) كذا فيء، ط وهو الصواب. وفي باقي النسخ: «وكان لبشار ولد مكفوف» وهو تحريف.

(٦) كذا فيء، ط، وهو الصواب. وفي سائر النسخ: «أحمد» وهو تحريف.

(٧) زيادة في ط، ء.

(٨) كذا فيء، ط. وفي باقي النسخ: «فقال لي: هذان البيتان من ضرب برد ... إلخ».

(٩) التبان (بالضم وتشديد الباء): سراويل صغير يكون للملاحين والمصارعين.