كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

2 - ذكر معبد وبعض أخباره

صفحة 72 - الجزء 1

  [اليوم]⁣(⁣١) حتى جفوناك في المخاطبة، وأسأنا عشرتك، وأنت سيّدنا ومن نتمنّى على اللَّه أن نلقاه. ثم غيّر الرجل زيّه وحاله وخلع عليه عدّة خلع، وأعطاه في وقته ثلاثمائة دينار وطيبا وهدايا بمثلها، وانحدر معه إلى الأهواز، فأقام عنده حتى رضي حذق جواريه وما أخذنه عنه، ثم ودّعه وانصرف إلى الحجاز.

  غناء معبد للوليد بن يزيد

  أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف وعبد الباقي بن قانع قالا: حدّثنا محمد بن زكريّا الغلابيّ⁣(⁣٢) قال حدّثني مهديّ بن سابق قال حدّثني سليمان بن غزوان مولى هشام قال حدّثني عمر القاري⁣(⁣٣) بن عديّ قال:

  قال الوليد بن يزيد يوما: لقد اشتقت إلى معبد، فوجّه البريد إلى المدينة فأتى بمعبد، وأمر الوليد ببركة قد هيّئت له فملئت بالخمر والماء، وأتيّ بمعبد فأمر به فأجلس والبركة بينهما، وبينهما ستر قد أرخي، فقال له غنّني يا معبد:

  صوت

  لهفي على فتية ذلّ الزمان لهم ... فما أصابهم إلا بما شاؤوا

  ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم ... حتى تفانوا وريب الدهر عدّاء

  أبكى فراقهم عيني وأرّقها ... إنّ التفرّق للأحباب بكَّاء

  - الغناء لمعبد خفيف ثقيل، وفيه ليحيى المكَّيّ رمل، ولسليمان هزج، كلَّها رواية الهشاميّ - قال: فغنّاه إيّاه، فرفع الوليد السّتر ونزع ملاءة مطيّبة كانت عليه / وقذف نفسه في تلك البركة، فنهل فيها نهلة، ثم أتي بأثواب غيرها وتلقّوه بالمجامر⁣(⁣٤) والطَّيب، ثم قال غنّني:

  صوت

  يا ربع مالك لا تجيب متيّما ... قد عاج نحوك زائرا ومسلَّما

  جادتك كلّ سحابة⁣(⁣٥) هطَّالة ... حتى ترى عن زهرة⁣(⁣٦) متبسّما

  - الغناء لمعبد ثاني ثقيل بالوسطى والخنصر عن آبن المكيّ. وفيه لعلَّوية ثاني ثقيل / آخر بالبنصر في مجراها


(١) زيادة في ت.

(٢) في ت: «العلائي» وهو تحريف؛ إذ هو أبو بكر محمد بن زكريا بن دينار الغلابيّ البصري. كذا أورده السيد مرتضى في مادة غلب في كلامه على من سمى بغلاب كسحاب. وضبطه السمعاني بفتح الغين المعجمة واللام. وأورده ابن النديم في «الفهرست» وقال: إنه أبو عبد اللَّه محمد بن زكريا بن دينار الغلابي أحد الرواة للسّير والأحداث والمغازي وغير ذلك، وذكر له أسماء مؤلفات عدّة (انظر «الفهرست» طبع ليبزج ص ١٠٨).

(٣) كذا في أ، ء. وفي ح، ر، ب، س: «عمرو بن القارئ بن عدي». وفي ت: «عمر بن القاري بن عدي» وفي م: «عمر القادري بن عدي». ولم نعثر على هذا الاسم حتى ترجح بعضها. وقد ورد هذا الاسم في الصفحة الآتية: «القارئ بن عدي».

(٤) المجامر: جمع مجمرة (بكسر الميم) وهي المبخرة. والمجمر بحذف الهاء: ما يبخر به من عود وغيره، وقد يراد به ما يراد بالمجمرة أيضا.

(٥) في ح: «سحية» بالحاء وهي محرّفة عن «سخيّة».

(٦) الزّهرة: البهجة والنضارة والحسن. وقد صوّبه الشنقيطيّ:

حتى يرى عن زهره متبسما

بالالتفات من الخطاب إلى الغيبة.