كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عكاشة العمي ونسبه

صفحة 183 - الجزء 3

  نهضت بها مكاتمة فلمّا ... خلوت ذرفتها حتّى اشتفيت

  وقلت لصحبتي لمّا رماني ... هواك بدائه حتى انطويت

  أراني من هموم النفس ميتا ... ولم أر في نعيم ما نويت

  فليت الموت عجّل قبض روحي ... جهارا فاسترحت وأين ليت

  وقال أيضا في فراقه إيّاها:

  أنعيم في قلبي عليك شرار ... وعلى الفؤاد من الصّبابة نار

  وعلى الجفون غشاوة وعلى الهوى ... داع دعته لحيني الأقدار

  بمضلَّة لبّ الحليم إذا رمت ... بالمقلتين كأنها سحّار

  طالبتها حولين لا ليلي بها ... ليل ولا هذا النهار نهار

  / حتى إذا ظفرت يداي بكاعب ... كالشمس تقصر دونها الأبصار

  وثلجت صدرا بالفتاة وصارتا ... كالنفس نفسانا وقرّ قرار

  بلغ الشقاء أشدّ ما يسطيعه ... فينا وفرّق بيننا المقدار

  ومما يغنّي فيه من شعر عكَّاشة الذي قاله في هذه الجارية:

  صوت

  لهفي على الزمن الذي ... ولَّى ببهجته القصير

  قد كان يؤنقني الهوى ... ويقرّ عيني بالسرور

  إذ نحن خلَّان الهوى ... ريحاننا عبق العبير

  وغناؤنا وصف الهوى ... نلتذّ بالحبّ اليسير

  الغناء في هذه الأبيات لابن صغير العين من كتاب إبراهيم ولم يذكر طريقته. وفيه لأبي العبيس بن حمدون خفيف رمل. وتمام هذه الأبيات:

  وجه التواصل بيننا ... في الحسن كالقمر المنير

  إيماؤنا يحكي الكلا ... م وسرّنا فطن المشير

  وحديثنا بحواجب ... نطقت بألسنة الضّمير

  بل رسلنا الكتب التي ... تجري بخافية الصّدور

  أنشد للمهديّ قوله في الخمر فأراد حدّه:

  حدّثني الحسن بن عليل قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثنا أبو مسلم عن المدائنيّ قال:

  أنشد عكَّاشة بن عبد الصّمد المهديّ قوله في الخمر: