أخبار عبد الرحيم الدفاف ونسبه
  صلتا أي خارجا من غمده. والصلت في هذا الشعر: الطويل الذي لا قصر فيه. والمنتصّ: المنتصب، يقال: انتصّ فلان أي انتصب، ومنصّه العروس مأخوذة من هذا، ومنه نصّ الحديث: رفعه إلى صاحبه. واستبتك: غلبتك على عقلك. والواضح: الخالص الأبيض. وأدكن مترع يعني الزّقّ. والمشعشع: المرقرق بالماء.
  ٣٢ - أخبار الحادرة ونسبه
  نسب الحادرة وسبب لقبه بذلك:
  الحادرة لقب غلب عليه، والحويدرة أيضا؛ واسمه قطبة بن أوس بن محصن بن جرول بن حبيب بن عبد العزّي بن خزيمة بن رزام بن مازن بن ثعلبة بن سعد(١) بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان(٢) بن مضر بن نزار، شاعر جاهليّ مقلّ. أخبرني بنسبه هذا محمد بن العبّاس اليزيديّ عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن قريب ابن أخي الأصمعيّ عن عمّه. قال: وإنما سمّي الحادرة بقول زبّان(٣) بن سيّار الفزاريّ له:
  كأنك حادرة المنكبي ... ن رصعاء تنقض في حائر(٤)
  عجوز ضفادع محجوبة(٥) ... يطيف بها ولدة الحاضر(٦)
  قال: والحادرة: الضخم.
  وذكر أبو عمرو الشّيبانيّ أن الحادرة خرج هو وزبّان الفزاريّ يصطادان فاصطادا جميعا، فخرج زبّان يشتوي ويأكل في الليل وحده؛ فقال الحادرة:
  تركت رفيق رحلك قد تراه ... وأنت لفيك في الظَّلماء هادي
  / فحقدها عليه زبّان، ثم أتيا غديرا فتجرّد الحادرة، وكان ضخم المنكبين أرسح، فقال زبّان:
  كأنك حادرة المنكبي ... ن رصعاء تنقض في حائر
  فقال له الحادرة:
  لحا اللَّه زبّان من شاعر ... أخي خنعة(٧) فاجر غادر
  كأنك فقّاحة(٨) نوّرت ... مع الصبح في طرف الحائر
(١) يتصل في سعد هذا نسب الحادرة بنسب ابن ميادة الذي وردت ترجمته في الجزء الثاني من هذه الطبعة صفحة ٢٦١، وبمراجعة النسبين تجد أن بعض الأسماء سقط من نسب الحادرة هنا.
(٢) في م: «قيس عيلان» بسقوط كلمة «ابن» وكلاهما وارد.
(٣) ذكر صاحب «شرح القاموس» في مادة «زبب» أنه قد يكون مشتقا من «زبن» فيصرف أو من «زبب» فيمنع من الصرف. وكذلك ذكر ابن دريد في كتاب «الاشتقاق» (ص ١٢٦ طبع أوروبا).
(٤) حادرة المنكبين: ممتلئتهما. والرصعاء: الرسحاء وهي خفيفة لحم العجيزة والفخذين. وتنقض: تنقّ، يقال: أنقضت الضفدع تنقض إنقاضا إذا صوّتت، (انظر «شرح ابن الأنباري للمفضليات» ص ٥٠). والحائر: مجتمع الماء.
(٥) كذا في الأصول، وفي «المفضليات» ص ٤٩ طبع بيروت «قد حدرت».
(٦) الحاضر: المقيم على الماء، ويقال: حي حاضر إذا كانوا نازلين على ماء عدّ.
(٧) الخنعة: الريبة والفجرة.
(٨) الفقاحة: واحدة الفقاح، وفقاح كل نبت زهره حين يتفتح على أيّ لون كان.