كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن المولى ونسبه

صفحة 202 - الجزء 3

  في هذين البيتين ثقيل أوّل مطلق في مجرى الوسطى لخزرج، ويقال: إنه لهاشم بن سليمان.

  مدح يزيد بن حاتم فوهبه كل ما يملك:

  أخبرني عمّي قال حدثنا أبو هفّان قال أخبرني أبو محلَّم عن المفضّل الضّبيّ قال:

  وفد ابن المولى على يزيد بن حاتم وقد مدحه بقصيدته التي يقول فيها:

  يا واحد العرب الذي ... أضحى وليس له نظير

  لو كان مثلك آخر ... ما كان في الدّنيا فقير

  / قال: فدعا بخازنه وقال: كم في بيت مالي؟ فقال له: من الورق⁣(⁣١) والعين بقيّة عشرون ألف دينار، فقال:

  ادفعها إليه، ثم قال: يا أخي، المعذرة إلى اللَّه وإليك، واللَّه لو أنّ في ملكي أكثر لما احتجبتها⁣(⁣٢) عنك.

  كان مداحا لجعفر بن سليمان وقثم بن عباس ويزيد بن حاتم:

  أخبرني الحسن بن عليّ ومحمد بن خلف بن المرزبان قالا حدثنا أحمد بن زهير⁣(⁣٣) بن حرب قال حدّثنا مصعب الزّبيريّ عن عبد الملك بن الماجشون قال:

  كان ابن المولى مدّاحا لجعفر بن سليمان وقثم بن العبّاس الهاشميّين ويزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلَّب، واستفرغ مدحه في يزيد وقال فيه قصيدته التي يقول فيها:

  يا واحد العرب الذي دانت له ... قحطان قاطبة وساد نزارا

  إنّي لأرجو إن لقيتك سالما ... ألَّا أعالج بعدك الأسفارا

  رشت⁣(⁣٤) النّدى ولقد تكسّر ريشه ... فعلا النّدى فوق البلاد وطارا

  مرض عند يزيد ابن حاتم وأضعف يزيد صلته:

  ثم قصده بها إلى مصر وأنشده إيّاها؛ فأعطاه حتّى رضي. ومرض ابن المولى عنده مرضا طويلا وثقل حتّى أشفى⁣(⁣٥)، فلمّا أفاق من علَّته ونهض، دخل عليه يزيد بن حاتم متعرّفا خبره، فقال: لوددت واللَّه يا أبا عبد اللَّه ألَّا تعالج بعدي الأسفار حقا، ثم أضعف صلته.

  كان يمدح يزيد دون أن يراه ثم رآه بالمدينة وأنشده فأعطاه ما أغناه:

  أخبرني الحسن قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثني الزّبير بن بكَّار عن عبد الملك بن عبد العزيز قال أخبرني ابن المولى قال:


(١) الورق: الفضة، والعين: الذهب.

(٢) كذا في الأصول، ولم نجد في «كتب اللغة» التي بين أيدينا «احتجب» متعديا بنفسه ولعلها «حجبتها».

(٣) كذا في أ، ء، م وهو الموافق لما تقدم بإجماع الأصول في ص ٢١ ج ١ من «الأغاني» طبع الدار وفي الكلام على ترجمته في «لسان الميزان» ج ١ ص ١٧٤ طبع الهند، و «تذكرة الحفاظ» ج ٢ ص ١٥٦ طبع الهند. وفي باقي الأصول: «إبراهيم» وهو خطأ.

(٤) رشت الندى: جعلت له ريشا.

(٥) أشفى: أشرف على الموت.