ذكر نسب أبي العتاهية وأخباره
  إلى مؤدّب لولده وقال: ليروّهم ما فيها، ودفع الأخرى إليّ وقال: غنّ في هذه الأبيات. ففتحتها فإذا فيها:
  صوت
  قل لمن ضنّ بودّه ... وكوى القلب بصدّه
  ما ابتلى اللَّه فؤادي ... بك إلَّا شؤم جدّه
  / أيّها السارق عقلي ... لا تضنّنّ بردّه
  ما أرى حبّك إلَّا ... بالغا بي فوق حدّه
  تمثل المعتصم عند موته بشعر له:
  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثني عبد اللَّه بن محمد الأمويّ العتبيّ قال قال لي محمد بن عبد الملك الزيّات:
  لمّا أحسّ المعتصم بالموت قال لابنه الواثق: ذهب واللَّه أبوك يا هارون! للَّه درّ أبي العتاهية حيث يقول:
  الموت بين الخلق مشترك ... لا سوقة يبقى ولا ملك
  ما ضرّ أصحاب القليل وما ... أغنى عن الأملاك ما ملكوا
  عدّ أبو تمام خمسة أبيات من شعره وقال لم يشركه فيها غيره:
  أخبرني حبيب بن نصر المهلَّبيّ وعمّي الحسن والكوكبيّ قالوا حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال:
  قال لي أبو تمام الطائيّ: لأبي العتاهية خمسة أبيات ما شركه فيها أحد، ولا قدر على مثلها متقدّم ولا متأخّر، وهو قوله:
  الناس في غفلاتهم ... ورحى المنيّة تطحن
  وقوله لأحمد بن يوسف:
  ألم تر أنّ الفقر يرجى له الغنى ... وأنّ الغنى يخشى عليه من الفقر
  وقوله في موسى الهادي:
  ولمّا استقلَّوا بأثقالهم ... وقد أزمعوا للَّذي أزمعوا
  قرنت التفاتي بآثارهم ... وأتبعتهم مقلة تدمع
  وقوله:
  هب الدنيا تصير إليك عفوا ... أليس مصير ذاك إلى زوال
  عزاؤه صديقا له:
  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني محمد بن سعيد المهديّ عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ قال: