كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حسان بن ثابت ونسبه

صفحة 371 - الجزء 4

  سبه أناس فدافعت عنه عائشة:

  أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال أخبرنا أبو عاصم قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرني محمد بن السائب عن أمّه: أنّها طافت مع عائشة ومعها أمّ حكيم وعاتكة: (امرأتان من بني مخزوم). قالت:

  فابتدرنا حسّان نشتمه وهو يطوف؛ فقالت: أبن الفريعة تسببن! قلن: قد قال فيك فبرّأك اللَّه. قالت: فأين قوله:

  هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند اللَّه في ذاك الجزاء

  فإنّ أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثني إبراهيم بن المنذر عن سفيان بن عيينة عن محمد بن السائب بن بركة عن أمّه بنحو ذلك، وزاد فيه: إني لأرجو أن يدخله اللَّه الجنّة بقوله.

  أخبرني الحسن قال حدّثنا الزّبير عن عبد العزيز بن عمران عن سفيان بن عيينة وسلَّم بن خالد عن يوسف بن ماهك عن أمّه قالت:

  كنت أطوف مع عائشة / بالبيت، فذكرت حسّان فسببته؛ فقالت: بئس ما قلت! أتسبّينه وهو الذي يقول:

  فإنّ أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء

  / فقلت: أليس ممن لعن اللَّه في الدنيا والآخرة بما قال فيك؟ قالت: لم يقل شيئا، ولكنه الذي يقول:

  حصان رزان ما تزنّ بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

  فإن كان ما قد جاء عنّي قلته ... فلا رفعت سوطي إليّ أناملي

  أخبرني الحسن قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني مصعب عمّي قال حدّثني بعض أصحابنا عن هشام بن عروة عن أبيه قال:

  كنت قاعدا عند عائشة، فمرّ بجنازة حسّان بن ثابت فنلت منه؛ فقالت: مهلا! فقلت: أليس الذي يقول! قالت: فكيف يقوله:

  فإنّ أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء

  أخبره بلسانه:

  أخبرني الحسن قال حدّثنا أحمد قال حدّثني أحمد بن سلمان عن سليمان بن حرب قال حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيّوب⁣(⁣١) عن محمد بن سيرين:

  أنّ حسّان أخذ يوما بطرف لسانه وقال: يا رسول اللَّه، ما يسرّني أنّ لي به مقولا⁣(⁣٢) بين صنعاء وبصرى⁣(⁣٣)، ثم قال:


(١) يريد أيوب بن أبي تميمة السختياني، كما في «الخلاصة» للخزرجي.

(٢) كذا في ب، ح. والمغول: سيف دقيق له حد ماض. وفي «الديوان» (ص ٢): «لساني صارم ... إلخ». وفي سائر الأصول:

«لساني مقول».

(٣) بصرى. اسم لموضعين: بصرى الشام من أعمال دمشق وهي قصبة كورة حوران، وبصرى بغداد وهي إحدى قراها قرب عكبراء.