كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر طريح وأخباره ونسبه

صفحة 463 - الجزء 4

٤٨ - ذكر طريح وأخباره ونسبه

  نسبه:

  هو - فيما أخبرني به محمد بن الحسن بن دريد عن عمّه عن ابن الكلبيّ في كتاب النسب إجازة، وأخبرنا يحيى بن عليّ بن يحيى عن أبي أيّوب المدينيّ عن ابن عائشة ومحمد بن سلَّام ومصعب الزّبيريّ، قال: - طريح بن إسماعيل بن عبيد بن أسيد بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزّى بن عنزة بن عوف بن قسيّ - وهو ثقيف - بن منبّه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر.

  ثقيف والخلاف في نسبه:

  قال ابن الكلبيّ: ومن النسّابين من يذكر أنّ ثقيفا هو قسيّ بن منبّه بن النّبيت بن منصور بن يقدم بن أفصى بن دعميّ بن إياد بن نزار. ويقال: إنّ ثقيفا كان عبدا لأبي رغال، وكان أصله من قوم نجوا من ثمود، فانتمى بعد ذلك إلى قيس. وروي عن عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنه وكرّم وجهه: أنّه مرّ بثقيف، فتغامزوا به؛ فرجع إليهم فقال لهم: يا عبيد أبي رغال، إنما كان أبوكم عبدا له فهرب منه، فثقفه⁣(⁣١) بعد ذلك، ثم انتمى إلى قيس.

  وقال الحجّاج في خطبة خطبها بالكوفة: بلغني أنّكم تقولون إنّ ثقيفا من بقيّة ثمود، ويلكم! وهل نجا⁣(⁣٢) من ثمود إلَّا خيارهم ومن آمن بصالح فبقي معه #! ثم قال: قال اللَّه تعالى: {وثَمُودَ فَما أَبْقى}. فبلغ ذلك الحسن البصريّ: فتضاحك ثم قال: حكم لكع لنفسه، إنما قال ø: {فَما أَبْقى} أي لم يبقهم بل أهلكهم.

  فرفع ذلك إلى الحجّاج فطلبه، فتوارى عنه حتى هلك الحجّاج. وهذا كان سبب تواريه منه. ذكر ابن الكلبيّ أنّه بلغه عن الحسن.

  / وكان حمّاد الراوية يذكر أنّ أبا رغال أبو ثقيف كلَّها، وأنّه من بقيّة ثمود، وأنّه كان ملكا بالطائف، فكان يظلم رعيّته. فمرّ بامرأة ترضع صبيّا يتيما بلبن عنز لها، فأخذها منها، وكانت سنة مجدبة؛ فبقي الصبيّ بلا مرضعة⁣(⁣٣) فمات، فرماه اللَّه بقارعة فأهلكه، فرجمت العرب قبره، وهو بين مكة والطائف. وقيل: بل كان قائد الفيل ودليل الحبشة لمّا غزوا الكعبة، فهلك فيمن هلك منهم، فدفن بين مكة والطائف؛ فمرّ النبيّ بقبره، فأمر برجمه فرجم؛ فكان ذلك سنّة.


(١) نقفه: أدركه وظفر به.

(٢) فيء، ط: «وهل بقي».

(٣) المرضع: المرأة لها ولد ترضعه، ولا تلحقها التاء اكتفاء بتأنيثها في المعنى؛ لأنها خاصة بالإناث كما في طالق. فإذا ألقمت الصبيّ ثديها فهي مرضعة (بالهاء). قال أبو زيد في قوله تعالى: {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ} هي التي ترضع وثديها في في ولدها.