كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أخبار أبي سعيد مولى فائد ونسبه

صفحة 487 - الجزء 4

  وقتلي بوجّ⁣(⁣١) وباللَّابتي ... ن من⁣(⁣٢) يثرب خير ما أنفس

  وبالزّابيين نفوس⁣(⁣٣) ثوت ... وأخرى بنهر أبي فطرس⁣(⁣٤)

  أولئك قومي أناخت بهم ... نوائب من زمن متعس

  إذا ركبوا زيّنوا الموكبين ... وإن جلسوا الزّين في المجلس

  / هم أضرعوني لريب الزّمان ... وهم ألصقوا الرّغم⁣(⁣٥) بالمعطس

  عروضه من المتقارب. الشعر للعبليّ، واسمه عبد اللَّه بن عمر⁣(⁣٦)، ويكنّى أبا عديّ، وله أخبار تذكر مفردة في موضعها إن شاء اللَّه. والغناء لأبي سعيد مولى فائد، ولحنه من الثقيل الثاني بالسبّابة في مجرى البنصر. وقصيدة العبليّ أوّلها:

  /

  تقول أمامة لمّا رأت ... نشوزي عن المضجع الأنفس

  أنشد عبد اللَّه بن عمر العبلي عبد اللَّه بن حسن شعره في رثاء قومه فبكى:

  نسخت من كتاب الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار، وأخبرني الأخفش عن المبرّد عن المغيرة بن محمد المهلَّبيّ عن الزّبير عن سليمان بن عيّاش⁣(⁣٧) السّعديّ قال:

  جاء عبد اللَّه بن عمر العبليّ إلى سويقة⁣(⁣٨) وهو طريد بني العبّاس؛ وذلك بعقب⁣(⁣٩) أيّام بني أميّة وابتداء خروج ملكهم إلى بني العبّاس، فقصد عبد اللَّه وحسنا ابني الحسن بن حسن بسويقة؛ فاستنشده عبد اللَّه بن حسن شيئا من شعره فأنشده؛ فقال له: أريد أن تنشدني شيئا مما رثيت به قومك⁣(⁣١٠)؛ فأنشده قوله:

  تقول أمامة لمّا رأت ... نشوزي عن المضجع الأنفس

  وقلَّة نومي على مضجعي ... لدى هجعة الأعين النّعّس


(١) وج: اسم واد بالطائف.

(٢) اللابتان: تثنية لابة وهي الحرّة، وهما حرتان تكتنفان المدينة. وفي الحديث: أن النبيّ حرّم ما بين لابتيها، يعني المدينة.

والحرّة: أرض ذات حجارة نخرة سود كأنها أحرقت بالنار.

(٣) الزابيان: تثنية زاب، وربما قيل فيه: «زابي» (بياء في آخره) فيثني على «زابيين». وهو اسم لروافد كثيرة. ولعل الشاعر يريد الزاب الأعلى الذي بين الموصل وإربل. وفيه كانت وقعة بين مروان الحمار بن محمد وبني العباس؛ أو الزاب الأسفل وبينه وبين الزاب الأعلى مسيرة يومين أو ثلاثة، وعليه كان مقتل عبيد اللَّه بن زياد وهو من بني أمية. (انظر «معجم ياقوت»).

(٤) كذا في ح، م. ونهر أبي فطرس: نهر قرب الرملة من أرض فلسطين على اثني عشر ميلا من الرملة، ومخرجه من أعين في الحبل المتصل بنابلس، ويصب في البحر الملح بين يدي مدينتي أرسوف ويافا؛ وبه كانت الوقعة التي بين عبد اللَّه بن علي بن عبد اللَّه بن العباس وبين بني أمية، فقتلهم في سنة ١٣٢ هـ. وفي سائر الأصول: «نهر أبي بطرس» بالباء الموحدة، وهو تحريف.

(٥) الرغم (مثلث الراء): التراب. والمعطس (كمجلس ومقعد): الأنف.

(٦) فيء، ط، م: «عمرو». وهو تحريف.

(٧) كذا في س، م. وفي سائر الأصول: «عباس».

(٨) سويقة: موضع قرب المدينة يسكنه آل عليّ بن أبي طالب.

(٩) كذا فيء، ط. وفي سائر النسخ: «بعقب آخر أيام بني أمية إلخ».

(١٠) فيء، ط، م: «بني أمية».