ذكر من قتل أبو العباس السفاح من بني أمية
  حتّى إذا ما انقضت أيّام مدّتهم ... متّوا إليكم بالأرحام التي قطعوا
  هيهات لا بدّ أن يسقوا بكأسهم ... ريّا وأن يحصدوا الزّرع الذي زرعوا
  إنّا وإخواننا الأنصار شيعتكم ... إذا تفرّقت الأهواء والشّيع
  إيّاكم أن يقول الناس إنّهم ... قد ملَّكوا ثم ما ضرّوا ولا نفعوا
  رواية أخرى في تحريض سديف للسفاح:
  وذكر ابن المعتزّ: أنّ جعفر بن إبراهيم حدّثه عن إسحاق بن منصور عن أبي الخصيب في قصّة سديف بمثل ما ذكره الكرانيّ عن النضر بن عمرو عن المعيطيّ، إلَّا أنّه قال فيها:
  فلمّا أنشده ذلك التفت إليه أبو الغمر سليمان بن هشام فقال: يا ماصّ بظر أمّه! أتجبهنا بهذا ونحن سروات الناس! فغضب أبو العبّاس؛ وكان سليمان بن هشام صديقه قديما وحديثا يقضي حوائجه في أيّامهم ويبرّه؛ فلم يلتفت إلى ذلك، وصاح بالخراسانيّة: خذوهم؛ فقتلوا جميعا إلَّا سليمان بن هشام، فأقبل عليه السفّاح فقال: يا أبا الغمر، ما أرى لك في الحياة بعد هؤلاء خيرا. قال: لا واللَّه. فقال: اقتلوه، وكان إلى جنبه، فقتل؛ وصلبوا في بستانه، حتى تأذّى جلساؤه بروائحهم، فكلَّموه في ذلك، فقال: واللَّه لهذا ألذّ عندي من شمّ المسك والعنبر، غيظا عليهم وحنقا.
  نسبة ما في هذه الأخبار من الغناء
  صوت
  أصبح الدّين(١) ثابت الآساس ... بالبهاليل من بني العبّاس
  بالصّدور المقدّمين قديما ... والرّؤوس القماقم الرّؤّاس
  عروضه من الخفيف، الشعر لسديف. والغناء لعطرّد رمل بالبنصر عن حبش. قال: وفيه لحكم الواديّ ثاني ثقيل. وفيه ثقيل أوّل مجهول.
  ومما قاله أبو سعيد مولى فائد في قتلى بني أميّة وغنّى فيه:
  صوت
  بكيت وماذا يردّ البكاء ... وقلّ البكاء لقتلى كداء(٢)
  أصيبوا معا فتولَّوا معا ... كذلك كانوا معا في رخاء
  بكت لهم الأرض من بعدهم ... وناحت عليهم نجوم السماء
  وكانوا الضياء فلمّا انقضى الزّمان بقومي تولَّى الضياء
(١) في م: «أصبح الملك»، وهي الرواية التي وردت فيما مرّ.
(٢) وردت القافية في هذا الشعر، في «معجم ياقوت» في الكلام على كذا، بالقصر.