كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر ابن هرمة وأخباره ونسبه

صفحة 520 - الجزء 4

  لكن دعاني وميض لاح معترضا ... من نحو أرضك في دهم مناضيد⁣(⁣١)

  وأنشده أيضا قصيدة مدحه فيها، أوّلها:

  أفي طلل قفر تحمّل آهله ... وقفت وماء العين ينهلّ هامله

  تسائل عن سلمى سفاها وقد نأت ... بسلمى نوى شحط فكيف تسائله

  / وترجو ولم ينطق وليس بناطق ... جوابا محيل⁣(⁣٢) قد تحمّل آهله

  ونؤي كخطَّ النّون ما إن تبينه ... عفته ذيول⁣(⁣٣) من شمال تذايله⁣(⁣٤)

  ثم قال فيها يمدح السّريّ:

  فقل للسّريّ الواصل البرّذي النّدى ... مديحا إذا ما بثّ صدّق قائله

  جواد على العلَّات يهتزّ للنّدى ... كما اهتزّ عضب أخلصته صياقله

  نفى الظَّلم عن أهل اليمامة عدله ... فعاشوا وزاح⁣(⁣٥) الظَّلم عنهم وباطله

  وناموا بأمن بعد خوف وشدّة ... بسيرة عدل ما تخاف غوائله

  وقد علم المعروف أنّك خدنه ... ويعلم هذا الجوع⁣(⁣٦) أنّك قاتله

  بك اللَّه أحيا أرض حجر وغيرها⁣(⁣٧) ... من الأرض حتّى عاش بالبقل آكله

  وأنت ترجّى للَّذي أنت أهله ... وتنفع ذا القربى لديك وسائله

  وأنشده أيضا مما مدحه به قوله:

  عوجا نحيّ الطَّلول بالكثب⁣(⁣٨)

  يقول فيها يمدحه:

  دع عنك سلمى وقل محبّرة⁣(⁣٩) ... لماجد الجدّ طيّب النّسب


() والأجواز والأجواب بمعنى، من جاز المكان وجابه إذا قطعه. والطوى: ما يطوى، من طوى البلاد أي قطعها، وطوى المكان جاوزه إلى غيره.

(١) دهم: سود. ومناضيد: متراكبة بعضها فوق بعض. يريد سحبا هذا وصفها.

(٢) المحيل: الذي أتت عليه أحوال فغيرته. يقال: أحالت الدار وأحولت.

(٣) ذيل الريح: ما انسحب منها على الأرض. وذيل الريح أيضا: ما تتركه في الرمال على هيئة الرسن، وما جرّته على الأرض من التراب والقتام. وقيل: أذيال الريح وآخيرها التي تكسح بها ما خف لها.

(٤) تذايله: لعله يريد أنها تجرّ عليه ذيولها وتعفيه. وفي أكثر الأصول: «تذائله» بالهمز.

(٥) زاح هنا: ذهب؛ فهو لازم مثل انزاح.

(٦) في «مختار الأغاني»: «الجور» بالراء المهملة.

(٧) كذا في أكثر الأصول. وحجر (بالفتح) مدينة اليمامة وأم قراها. وفي م:

بك اللَّه أحيا الأرض حجرا وأهلها

(٨) الكثب (بالتحريك): موضع بديار بني طيء.

(٩) حبر الشعر والكلام: حسنه وأجاده.