1 - ذكر النابغة الجعدي ونسبه وأخباره
  أضاءت لنا النّار وجها أغ ... رّ ملتبسا بالفؤاد التباسا
  غنّى في هذه الثلاثة الأبيات فليح بن أبي العوراء خفيف ثقيل أوّل بالوسطى.
  / رجع الخبر إلى رواية عمر بن شبّة:
  قال: وقال أيضا:
  ألا زعمت بنو سعد بأنّي ... - ألا كذبوا - كبير السنّ فاني
  أتت مائة لعام ولدت فيه ... وعشر بعد ذاك وحجّتان
  قال: وأنشد عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه أبياته التي يقول فيها:
  ثلاثة أهلين أفنيتهم
  فقال له عمر رضي اللَّه تعالى عنه: كم لبثت مع كل أهل؟ قال: ستين سنة.
  سمع أعجميّ بشعره فقال إنه مشؤوم:
  وأخبرني بعض أصحابنا عن أبي بكر بن دريد عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعيّ عن عمّه قال:
  أنشد رجل من العجم قول النابغة الجعديّ:
  لبست أناسا فأفنيتهم ... وأفنيت بعد أناس أناسا
  قيل إنه عاش ٢٢٠ سنة:
  وفسّر له، فقال: «بدين شان بود»، أي هذا رجل مشؤوم. وأما ابن قتيبة فإنه ذكر ما رواه لنا عنه إبراهيم بن محمد أنه عمّر مائتين وعشرين سنة، ومات بأصبهان. وما ذاك بمنكر؛ لأنه(١) قال لعمر رضي اللَّه تعالى عنه: إنه أفنى ثلاثة قرون كلّ قرن ستون سنة، فهذه مائة وثمانون، [ثم عمّر(٢) بعده فمكث بعد قتل عمر خلافة عثمان وعليّ ومعاوية ويزيد، وقدم على عبد اللَّه بن الزبير بمكة وقد دعا لنفسه، فاستماحه ومدحه؛ وبين عبد اللَّه بن الزبير وبين عمر] نحو مما ذكر ابن قتيبة؛ بل / لا أشك أنه قد بلغ هذه السنّ وهاجى أوس بن مغراء بحضرة الأخطل والعجّاج وكعب بن جعيل فغلبه أوس، وكان مغلَّبا(٣).
  أنشد النبي شعرا فدعا له:
  حدّثنا أحمد بن عمر بن موسى القطَّان المعروف بابن زنجويه قال حدّثنا إسماعيل بن عبد اللَّه السكَّريّ قال حدّثنا يعلى بن الأشدق العقيليّ قال حدّثني نابغة بني جعدة قال:
  أنشدت النبيّ ﷺ هذا الشعر فأعجب به:
(١) كذا في م. وفي باقي الأصول: «إلا أنه ... إلخ» وهو تحريف.
(٢) هذا ما ورد في م. وفي باقي الأصول: «ثم عمر بعدهم فمكث بعد قتل عمر إلى خلافة عثمان ... وبين هؤلاء وعمر نحو ...
... إلخ.
(٣) يقال: شاعر مغلب أي كثيرا ما يغلب.