كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - ذكر النابغة الجعدي ونسبه وأخباره

صفحة 9 - الجزء 5

  أضاءت لنا النّار وجها أغ ... رّ ملتبسا بالفؤاد التباسا

  غنّى في هذه الثلاثة الأبيات فليح بن أبي العوراء خفيف ثقيل أوّل بالوسطى.

  / رجع الخبر إلى رواية عمر بن شبّة:

  قال: وقال أيضا:

  ألا زعمت بنو سعد بأنّي ... - ألا كذبوا - كبير السنّ فاني

  أتت مائة لعام ولدت فيه ... وعشر بعد ذاك وحجّتان

  قال: وأنشد عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه أبياته التي يقول فيها:

  ثلاثة أهلين أفنيتهم

  فقال له عمر رضي اللَّه تعالى عنه: كم لبثت مع كل أهل؟ قال: ستين سنة.

  سمع أعجميّ بشعره فقال إنه مشؤوم:

  وأخبرني بعض أصحابنا عن أبي بكر بن دريد عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعيّ عن عمّه قال:

  أنشد رجل من العجم قول النابغة الجعديّ:

  لبست أناسا فأفنيتهم ... وأفنيت بعد أناس أناسا

  قيل إنه عاش ٢٢٠ سنة:

  وفسّر له، فقال: «بدين شان بود»، أي هذا رجل مشؤوم. وأما ابن قتيبة فإنه ذكر ما رواه لنا عنه إبراهيم بن محمد أنه عمّر مائتين وعشرين سنة، ومات بأصبهان. وما ذاك بمنكر؛ لأنه⁣(⁣١) قال لعمر رضي اللَّه تعالى عنه: إنه أفنى ثلاثة قرون كلّ قرن ستون سنة، فهذه مائة وثمانون، [ثم عمّر⁣(⁣٢) بعده فمكث بعد قتل عمر خلافة عثمان وعليّ ومعاوية ويزيد، وقدم على عبد اللَّه بن الزبير بمكة وقد دعا لنفسه، فاستماحه ومدحه؛ وبين عبد اللَّه بن الزبير وبين عمر] نحو مما ذكر ابن قتيبة؛ بل / لا أشك أنه قد بلغ هذه السنّ وهاجى أوس بن مغراء بحضرة الأخطل والعجّاج وكعب بن جعيل فغلبه أوس، وكان مغلَّبا⁣(⁣٣).

  أنشد النبي شعرا فدعا له:

  حدّثنا أحمد بن عمر بن موسى القطَّان المعروف بابن زنجويه قال حدّثنا إسماعيل بن عبد اللَّه السكَّريّ قال حدّثنا يعلى بن الأشدق العقيليّ قال حدّثني نابغة بني جعدة قال:

  أنشدت النبيّ هذا الشعر فأعجب به:


(١) كذا في م. وفي باقي الأصول: «إلا أنه ... إلخ» وهو تحريف.

(٢) هذا ما ورد في م. وفي باقي الأصول: «ثم عمر بعدهم فمكث بعد قتل عمر إلى خلافة عثمان ... وبين هؤلاء وعمر نحو ...

... إلخ.

(٣) يقال: شاعر مغلب أي كثيرا ما يغلب.