كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - ذكر النابغة الجعدي ونسبه وأخباره

صفحة 13 - الجزء 5

  فقال العجاج:

  كل امرئ يعدو بما استعدّا

  وقال الأخطل يعين أوس بن مغراء ويحكم له:

  وإني لقاض بين جعدة عامر ... وسعد قضاء بيّن الحقّ فيصلا

  أبو جعدة الذئب الخبيث طعامه ... وعوف بن كعب أكرم الناس أوّلا

  وقال كعب بن جعيل:

  إنّي لقاض قضاء سوف يتبعه ... من أمّ قصدا ولم يعدل إلى أود⁣(⁣١)

  فصلا من القول تأتمّ القضاة به ... ولا أجور ولا أبغي على أحد

  ناكت بنو عامر سعدا وشاعرها ... كما تنيك بنو عبس⁣(⁣٢) بني أسد

  مهاجاته ليلى الأخيلية:

  وقال أبو عمرو الشيبانيّ: كان سبب المهاجاة بين ليلى الأخيليّة وبين الجعديّ أنّ رجلا / من قشير - يقال له ابن الحيا (وهي أمه) واسمه سوّار بن أوفى بن سبرة - هجاه وسبّ أخواله من أزد في أمر كان بين قشير وبين بني جعدة وهم بأصبهان / متجاورون، فأجابه النابغة بقصيدته التي يقال لها الفاضخة - سمّيت بذلك لأنه ذكر فيها مساوي قشير وعقيل وكلّ ما كانوا يسبّون به، وفخر بمآثر قومه وبما كان لسائر بطون بني عامر سوى هذين الحيّين من قشير وعقيل -:

  جهلت عليّ ابن الحيا وظلمتني ... وجمّعت قولا جاء بيتا مضلَّلا

  وقال في هذه القصّة أيضا قصيدته التي أوّلها:

  إمّا ترى⁣(⁣٣) ظلل الأيّام قد حسرت ... عنّي وشمّرت ذيلا كان ذيّالا⁣(⁣٤)

  وهي طويلة، يقول فيها:


حصنين كانا لمعدّ كاهلا ... ومنكبين اعتليا التلاتلا

ويعني بالحصنين ربيعة ومضر وهما عمدة أولاد معدّ كلهم.

(١) الأود: العوج.

(٢) في م: «بنو عمرو».

(٣) هذا شرط جوابه في البيت الذي يلي هذا البيت وهو:

وعممتني بقايا الدهر من قطن ... فقد أنفج ذا فرقين ميالا

وهذا البيت مذكور ضمن قصيدة طويلة في نسخة خطية محفوظة بدار الكتب المصرية بعنوان «شعر النابغة الجعدي» ضمن مجموعة تحت رقم ١٨٤٥ أدب.

(٤) ذيل ذيال: طويل.