كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - ذكر النابغة الجعدي ونسبه وأخباره

صفحة 15 - الجزء 5

  هلَّا⁣(⁣١)

  سألت بيومي رحرحان وقد ... ظنّت هوازن أنّ العزّ قد زالا

  / فلما ذكر ذلك النابغة قال:

  تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا

  ففخر بما له وغضّ مما لهم. ودخلت ليلى الأخيلية بينهما فقالت:

  وما كنت لو قاذفت⁣(⁣٢) جلّ عشيرتي ... لأذكر قعبي حازر⁣(⁣٣) قد تثمّلا

  وهي كلمة⁣(⁣٤). فلما بلغ النابغة قولها قال:

  ألا حيّيا ليلى وقولا لها هلا⁣(⁣٥) ... فقد ركبت أبرا⁣(⁣٦) أغرّ محجّلا

  وقد أكلت بقلا وخيما نباته ... وقد شربت من آخر الصيف⁣(⁣٧) أيّلا⁣(⁣٨)

  - يعني ألبان الأيّل -.

  /

  دعي عنك تهجاء الرجال وأقبلي ... على أذلغيّ⁣(⁣٩) يملأ استك فيشلا

  / وكيف أهاجي شاعرا رمحه استه ... خضيب البنان لا يزال مكحّلا

  فردّت عليه ليلى الأخيليّة فقالت:

  أنابغ لم تنبغ⁣(⁣١٠) ولم تك أوّلا ... وكنت صنيّا بين ضدّين مجهلا⁣(⁣١١)


(١) في النسخة المخطوطة: «نحن الفوارس يومي ... إلخ».

(٢) كذا في كتاب «أشعار النساء» (تأليف أبي عبيد اللَّه محمد بن عمران المرزباني ج ٣ ص ٢ المخطوط المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم ٨ أدب ش). وفي الأصول: «فارقت».

(٣) كذا في ح والحازر: اللبن الحامض. وفي ب وس: «خازر» (بالخاء المعجمة). وتمثل: صار كتلا من الرغوة، والثمالة: الرغوة.

(عن كتاب «أشعار النساء»).

(٤) المراد بالكلمة هنا القصيدة، يقال: قال الشاعر كلمة أي قصيدة.

(٥) هلا: كلمة زجر، تزجر بها الإناث من الخيل إذا أنزى عليها الفحل لنقر وتسكن.

(٦) كذا في كتاب «أشعار النساء». وفي جميع الأصول: «أمرا» بالميم، وظاهر أنه تحريف.

(٧) في م: «الليل».

(٨) كذا في ح، م. والأيل (وزان سيد وميت): الذكر من الأوعال، أو هو ذو القرن الأشعث الضخم مثل الثور الأهليّ. والمراد: إذا شربت ألبانه، كما قال المؤلف. وكانوا يزعمون أن ألبان الأيل تغلم شاربها. قال أبو الهيثم: هذا محال، ومن أين توجد ألبان الأيايل! وذهب إلى أن الأيل (بضم الهمزة): الألبان الخاثرة، يقال: آل اللبن يزول أولا وإيالا إذا خثر فاجتمع بعضه إلى بعض، فالوصف للواحد اثل والجمع أيل، وقيل: إن اللبن الآثل مما يسمن ويغلم. واعترض على هذا التفسير بأن فعلا يكون جمعا لفاعل إذا كان وصفا لحيوان، فأجيب بأن ذلك هو الغالب الكثير. واعترض أيضا بأنه كان ينبغي أن يكون أوّلا، لأنه واوي العين؛ فأجيب بأن سيبويه أجاز الإعلال في مثله، نحو صيم وقيم في صوّم وقوّم. وقال أبو منصور في تفسير الأيل: «هو البول الخاثر بالنصب (يريد بفتح الهمزة) من أبوال الأروية إذا شربته المرأة اغتلمت». وفي سائر الأصول: «أبلا» بالباء الموحدة، وهو تصحيف.

(٩) الأذلغيّ (بالذال والغين المعجمتين): الضخم الطويل من الأيور، قيل: هو منسوب إلى أذلغ بن شدّاد من بني عبادة بن عقيل وكان نكاحا. وفي الأصول: «أدلفيّ» بالدال المهملة والفاء، وهو تحريف، والتصويب عن «اللسان» «وشرح القاموس» في مادّة ذلغ وقد وضعه «القاموس» في مادة دلع (بالدال والعين المهملتين) وخطأه شارحه.

(١٠) نبغ في الشعر: أجاده، وهو بفتح عينه في الماضي وتثليثها في المضارع.

(١١) المجهل كمقعد: أرض لا يهتدي فيها، لا يثني ولا يجمع.