كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

2 - حرب بكر وتغلب

صفحة 39 - الجزء 5

  وإنّي قد تركت بواردات⁣(⁣١) ... بجيرا في دم مثل العبير⁣(⁣٢)

  هتكت به بيوت بني عباد ... وبعض الغشم أشفى للصّدور

  على أن ليس يوفي من كليب ... إذا برزت مخبّأة الخدور

  / وهمّام بن مرّة قد تركنا ... عليه القشعمان⁣(⁣٣) من النسور

  ينوء بصدره والرمح فيه ... ويخلجه⁣(⁣٤) خدبّ كالبعير

  فلو لا الريح أسمع من بحجر ... صليل البيض تقرع بالذكور⁣(⁣٥)

  / فدى لبني شقيقة يوم جاؤوا ... كأسد الغاب لجّت في الزّئير

  كأنّ رماحهم أشطان⁣(⁣٦) بئر ... بعيد بين جاليها⁣(⁣٧) جرور

  غداة كأنّنا وبنى أبينا ... بجنب عنيزة رحيا⁣(⁣٨) مدير

  تظلّ الخيل عاكفة عليهم ... كأنّ الخيل ترحض⁣(⁣٩) في غدير

  فهؤلاء أربعة من بني بكر بن وائل. وقال أيضا:

  طفلة ما ابنة المحلَّل بيضا ... ء لعوب لذيذة في العناق

  فاذهبي ما إليك غير بعيد ... لا يؤاتي العناق من في الوثاق

  ضربت نحرها إليّ وقالت ... يا عديّا لقد وقتك الأواقي⁣(⁣١٠)

  ما أرجّي في العيش بعد نداما ... ي أراهم سقوا بكأس حلاق⁣(⁣١١)

  / بعد عمرو وعامر وحييّ ... وربيع الصّدوف⁣(⁣١٢) وابني عناق


(١) واردات: موضع عن يسار طريق مكة، وبه سمي «يوم واردات».

(٢) العبير: الزعفران.

(٣) القشعم: النسر الذكر العظيم. ويروي كما في «الأمالي» لأبي علي القالي ج ٢ ص ١٣٢ طبع دار الكتب المصرية: «عليه القشعمين» على أنه معمول لتركنا، وبالرفع على أنه جملة حالية استغنت في الربط بالهاء عن الواو. على أنه يجوز أن يكون القشعمان مفردا وتلحق حركة الإعراب فيه النون لا الألف، وقد تضم القاف والعين كما في ثعلبان وقد تفتحان كما في عقربان.

(٤) يخلجه: يجذبه. والخدب: الضخم.

(٥) تقدّم تفسير هذا البيت في ص ٤١ في الحاشية رقم ٣ من هذا الجزء.

(٦) الأشطان: جمع شطن وهو الحبل الشديد الفتل يستقي به.

(٧) جال البئر: ناحيتها. والجرور من الآبار: البعيدة القعر.

(٨) في «شرح شواهد المغني» للبغدادي: «قال أبو عبيد البكري في» شرح نوادر القالي «المسمى» قرة النواظر في شرح النوادر «: الرحيان إذا أدارهما مدير أثرت إحداهما في الأخرى وهما من معدن واحد، وكذلك هؤلاء هم من أصل واحد يتماحقون ويقتتلون».

(٩) ترحض: تغسل.

(١٠) الأواقي: جمع واقية.

(١١) الحلاق: المنية معدولة عن الحالقة لأنها تحلق أي تقشر، وبنيت على الكسر لأنه حصل فيها العدل والتأنيث والصفة الغالبة.

(١٢) كذا في أكثر الأصول وفي «شرح شواهد العيني» المطبوع بهامش «خزانة الأدب» للبغدادي (ج ٤ ص ٢١٣ طبع بولاق)، وقد فسره العيني بقوله: «الصدوف بفتح الصاد المهملة وفي اخره فاء: اسم فرس الربيع الذي أضيف إليها وقيل: اسم امرأة». وفي س:

«الصدوق» بالقاف، وهو تصحيف.