كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

2 - حرب بكر وتغلب

صفحة 43 - الجزء 5

  الشعر لمهلهل. والغناء لابن سريج، ولحنه من القدر الأوسط من الثقيل الأوّل بالسبابة في مجرى البنصر من رواية إسحاق. وغنّاه الأبجر خفيف رمل بالوسطى من رواية عمرو.

  ومنها:

  صوت

  أليلتنا بذي حسم أنيري ... إذا أنت انقضيت فلا تحوري

  فإن يك بالذّنائب طال ليلي ... فقد أبكى من الليل القصير

  / كأنّ الجدي جدي⁣(⁣١) بنات نعش ... يكبّ⁣(⁣٢) على اليدين بمستدير⁣(⁣٣)

  وتحبو⁣(⁣٤) الشّعريان⁣(⁣٥) إلى سهيل ... يلوح كقمّة⁣(⁣٦) الجمل الكبير

  فلو لا الريح أسمع أهل حجر ... صليل البيض تقرع بالذّكور

  الشعر لمهلهل. والغناء لابن محرز في الأوّل والثاني ثقيل أوّل بالبنصر، وله في الأبيات كلها خفيف ثقيل أوّل مطلق في مجرى الوسطى، عن إسحاق جميعا. وفي الأبيات كلَّها على الولاء للأبجر ثاني ثقيل بالوسطى على مذهب إسحاق من رواية عمرو. ويقال: إن فيها لحنا للغريض أيضا.

  الهجرس بن كليب وثأره لأبيه من خاله جساس:

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال أخبرنا الحسن بن الحسين السّكَّريّ قال حدّثنا محمد بن حبيب عن ابن الأعرابيّ عن المفضّل عن أبي عبيدة:

  / أن آخر من قتل في حرب بكر وتغلب جسّاس بن مرّة بن ذهل بن شيبان، وهو قاتل كليب بن ربيعة، وكانت أخته تحت كليب، فقتله جسّاس وهي حامل، فرجعت إلى أهلها ووقعت الحرب، فكان من الفريقين ما كان؛ ثم صاروا إلى الموادعة بعد ما كادت القبيلتان تتفانيان؛ فولدت أخت جسّاس غلاما فسمّته⁣(⁣٧) الهجرس وربّاه جساس، فكان لا يعرف أبا غيره، وزوّجه ابنته. فوقع بين الهجرس وبين رجل من بني بكر بن وائل كلام؛ فقال له البكريّ: ما


(١) قال ابن سيده: الجدي من النجوم جديان: أحدهما الذي يدور مع بنات نعش، والآخر الذي بلزق الدلو وهو من البروج ولا تعرفه العرب. وكلاهما على التشبيه بالجدي في مرآة العين.

(٢) يكب: ينكس. يقال: كب فلان فلانا إذا صرعه فأكب هو؛ وهذا من النادر، وهو أن يكون الفعل المجرد من الهمزة متعديا وذو الهمزة لازما.

(٣) كذا في ب، س، ح. وفي ط، ء، م: «كمستدير».

(٤) تحبو: تدنو، يقال: حبا الشيء إلى كذا إذا دنا إليه أو اتصل به. وفي الأصول الموجود بها هذا البيت: «تخبو» بالخاء المعجمة، وظاهر أنه تصحيف، ورواية «كتاب بكر وتغلب» (ص ٧٠): «تحنو» بالحاء المهملة والنون. والبيت ساقط من ط، ء.

(٥) الشعريان: كوكبان، أحدهما في الجوزاء وطلوعه بعدها في شدّة الحر، ويقال له الشعري اليمانية وتلقب بالعبور، والآخر في الذراع ويقال له الشعري الغميصاء، وتزعم العرب أنهما أختا سهيل. وسهيل: كوكب يمان.

(٦) رواية كتاب بكر وتغلب: «كهيئة».

(٧) كذا في ط، ء و «ابن الأثير» (ج ١ ص ٣٩٣) طبع ليدن. وفي باقي الأصول اختلاف في عطف بعض هذه الأفعال على بعض بالواو أو بالفاء.