3 - ذكر الهذلي وأخباره
  أأن هتفت ورقاء ظلت سفاهة ... تبكَّي على جمل لورقاء تهتف
  فقالوا: أحسنت واللَّه، لا جرم لا يكون صبوحنا في غد إلا عليه، فعادوا وغنّاهم إياه وأعطوه وظيفته؛ ولم يزالوا يستعيدونه إياه باقي يومهم.
  نسبة ما في هذا الخبر من الأصوات
  من ذلك:
  صوت
  عفت عرفات فالمصايف من هند ... فأوحش ما بين الجريبين(١) فالنّهد(٢)
  وغيّرها طول التقادم والبلى ... فليست كما كانت تكون على العهد
  الشعر للأحوص، وقيل: إنه لعمر. والغناء للهذليّ، ولحنه من القدر الأوسط من الثقيل الأوّل بالخنصر في مجرى البنصر.
  / ومنها:
  صوت من المائة المختارة
  ألمّ بنا طيف الخيال المهجّد ... وقد كادت الجوزاء في الجوّ تصعد
  ألمّ يحيّينا ومن دون أهلها ... فياف تغور الريح فيها وتنجد
  عروضه من الطويل. لم يقع لنا اسم شاعره ونسبه. والغناء للهذليّ ثقيل أوّل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر، وهو اللحن المختار، وفيه ليحيى المكَّيّ هزج. ولحن الهذليّ هذا مما اختير للرشيد والواثق بعده من المائة الصوت المذكورة.
  ومنها:
  صوت
  هجرت سعدى فزادني كلفا ... هجران سعدى وأزمعت خلفا
  / وقد على حبّها حلفت لها ... لو أنّ سعدى تصدّق الحلفا
  ما علق القلب غيرها بشرا ... ولا سواها من معلق عرفا
(١) كذا في «ديوان عمر بن أبي ربيعة» (ج ٢ ص ٢٣١ طبع مدينة ليبسك). والجريب: يطلق على مواضع كثيرة. وما أثبتناه قريب مما ورد في نسختي ب، س فقد وردت فيهما هذه الكلمة هكذا: «الحرييين». وفي ط، م، ء: «الحريين» وكلاهما تحريف. وفي ج:
«الحريمين» بالميم. والحريم اسم لمواضع كثيرة في بغداد وغيرها.
(٢) النهد (ويقال له عين النهد): اسم موضع بالفرع على الطريق من مكة إلى المدينة. روى الزبير عن رجاله أن أسماء بنت أبي بكر قالت لابنها عبد اللَّه: يا بنيّ أعمر الفرع، فعمل عبد اللَّه بن الزبير بالفرع عين الفارعة والسنام، وعمل عروة أخوه عين النهد وعين عسكر.
(انظر بقية الكلام على ذلك في «معجم ما استعجم» ج ٢ ص ٧٠٧).