4 - ذكر عبيد الله بن قيس الرقيات ونسبه وأخباره
  شيء مما عيب عليه في شعره:
  قال الزّبير: وهذا البيت مما عيب على ابن قيس، لأنه نقض صدره بعجزه، فقال في أوّله: [إنه](١) سار سيرا بغير عجل، ثم قال:
  سواء عليها ليلها ونهارها
  وهذا(٢) غاية الدّأب في السّير، فناقض معناه في بيت واحد. ومما عيب على ابن قيس الرّقيّات قوله - وفي هذين البيتين غناء -:
  صوت
  ترضع شبلين وسط غيلهما(٣) ... قد ناهزا للفطام أو فطما
  / ما مرّ يوم إلَّا وعندهما ... لحم رجال أو يولغان(٤) دما
  - غنّاه الغريض خفيف ثقيل أوّل بالوسطى على مذهب إسحاق من رواية عمرو بن بانة - وهي قصيدة مدح بها عبد العزيز بن مروان، وفيها يقول:
  أعني ابن ليلى عبد العزيز ببا ... بليون(٥) تغدو جفانه رذما(٦)
  / الواهب النّجب(٧) والولائد كال ... غزلان والخيل تعلك اللَّجما
  وكان قال في قصيدته هذه: «أو يالغان دما» بالألف، وكذلك روي عنه، ثم غيّرته الرواة.
  قال يونس عنه: إنه ليس بفصيح ولا ثقة:
  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثنا أحمد بن الحارث الخرّاز قال:
  سمعت ابن الأعرابيّ يقول: سئل يونس عن قول ابن قيس الرقيّات:
(١) الزيادة عن ط، ء.
(٢) كذا في ط، ء، م. وفي سائر الأصول: «وهذه».
(٣) الغيل (بالكسر): موضع الأسد. وفي «اللسان» (مادة نهز): «في مغارهما».
(٤) ولغ السبع والكلب وكل ذي خطم يلغ وولغ يولغ مثل وجل يوجل: شرب ماء أو دما.
(٥) كذا في «ديوانه» (ص ٢٥٥ طبع فينا) و «اللسان» (مادة رذم). وبابليون: حصن بناه الفرس أيام تملكهم لمصر، وكان يسميه العرب قصر الشمع وكان على الضفة الشرقية من النيل قرب الكنيسة المعلقة في مصر القديمة فتحه عمرو بن العاص وبفتحه تم الصلح مع المقوقس. (راجع الحاشية رقم ٢ ص ٤ ورقم ١ ص ١٨ من الجزء الأوّل من «النجوم الزاهرة» طبع دار الكتب المصرية) وعبد العزيز بن مروان هذا كان واليا على مصر من قبل أبيه مروان وأقره عليها أخوه عبد الملك بعد مبايعته بالخلافة (راجع «ولاة مصر وقضائها» للكندي ص ٤٦، ٤٨، ٤٩ طبع بيروت و «المقريزي» ج ١ ص ٣٠٢ و «النجوم الزاهرة» ج ١ ص ١٧٢ طبع دار الكتب المصرية).
(٦) الرذم (بضمتين أو فتحتين وبلكتيهما روى البيت): جمع رذوم، قال الجوهري «وجفان رذم ورذم مثل عمود وعمد وعمد ولا تقل رذم (بالكسر)». والرذوم من الجفان: التي كأنها تسيل دسما لامتلائها. وذهب ابن سيده إلى أن روايته بالتحريك، كما رواه الأصمعيّ، إنما هي تسمية بالمصدر. (ملخص عن «اللسان» مادة رذم).
(٧) كذا في أكثر الأصول، والنجب (بضمتين وقد يسكن كما هنا): جمع نجيب وهو الكريم الحسيب من الإنسان والحيوان. والولائد:
جمع وليدة وهي الصبية والأمة. وتعلك اللجم: تلوكها وتحركها في فيها. وفي ط، ء: «البخت» بالتاء والخاء وهي الإبل الخراسانية، معرب وقيل عربي.