سعيد بن المسيب وابن قيس الرقيات:

  أخبرنا الحرميّ قال حدّثنا الزبير بن بكَّار قال حدّثني عبد اللَّه بن عاصم القحطانيّ قال حدّثني أبي عن عبد الرحيم بن حرملة قال:

  كنت عند سعيد بن المسيّب، فجاء ابن قيس الرقيّات، فهشّ وقال: مرحبا بظفر من أظفار العشيرة، ما أحدثت بعدي؟ قال: قد قلت أبياتا وأستفتيك في بيت منها فاسمعها؛ قال: هات؛ فأنشده:

  هل للديار بأهلها علم ... أم هل تبين فينطق الرسم

  قالت رقيّة قيم تصرمنا ... أرقيّ ليس لوجهك الصّرم

  تخطو بخلخالين حشوهما ... ساقان مار⁣^(⁣١) عليهما اللحم

  يا صاح هل أبكاك موقفنا ... أم هل علينا في البكا إثم

  فقال سعيد: لا واللَّه ما أبكاني؛ قال ابن قيس الرقيّات:

  بل ما بكاؤك منزلا خلقا ... قفرا يلوح كأنه الوشم⁣^(⁣٢)

  / فقال سعيد: اعتذر الرجل. ثم أنشد:

  أتلبث في تكريت لا في عشيرة ... شهود ولا السلطان منك قريب

  وأنت امرؤ للحزم عندك منزل ... وللدّين والإسلام منك نصيب

  / فقال سعيد: لا مقام على ذلك، فأخرج منها؛ قال: قد فعلت؛ قال: قد أصبت أصاب اللَّه بك.

  نسبة ما في هذا الخبر من الغناء.

  صوت

  قامت بخلخالين حشوهما ... ساقان مار عليهما اللحم

  يا صاح هل أبكاك موقفنا ... أم هل علينا في البكا إثم

  غنّى فيهما ابن سريج رملا بالبنصر.

  ابن قيس الرقيات وعمر بن أبي ربيعة:

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثنا محمد بن عبد اللَّه البكريّ وهارون بن أبي بكر عن عبد الجبّار بن سعيد المساحقيّ عن أبيه عن سعيد بن مسلم بن وهب مولى بني عامر بن لؤيّ عن أبيه قال:

  دخلت مسجد رسول اللَّه ﷺ مع نوفل بن مساحق وإنه لمعتمد⁣^(⁣٣) [على يدي] إذ مررنا بسعيد بن المسيّب في

(١) مار: تردّد وتحرّك واضطرب.

(٢) كذا في ط، ء، م، وهو الموافق لما في ديوانه المخطوط والمطبوع (ص ١٣٠). وفي باقي الأصول: «الرسم» بالراء والسين وهو تحريف، والعرب كثيرا ما تشبه هذا التشبيه قال طرفة:

لخولة أطلال ببرقة ثهمد ... تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

(٣) الزيادة والتصحيح عن «الأغاني» (ج ١ ص ١١٣ طبع دار الكتب المصرية). وفي م: «وإنه لمعتمد عليّ» وفي ط، ء: «وإنه لمعتمد إذ