كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

4 - ذكر عبيد الله بن قيس الرقيات ونسبه وأخباره

صفحة 65 - الجزء 5

  ذكر ما قاله ابن قيس الرقيات وغنّي فيه

  صوت

  أمست رقيّة دونها البشر⁣(⁣١) ... فالرّقّة السّوداء⁣(⁣٢) فالغمر

  غناه يونس ثقيلا أوّل بالوسطى، وفيه لعزّة الميلاء ثاني ثقيل.

  ومنها:

  صوت

  رقيّ بعيشكم لا تهجرينا ... ومنّينا المنى ثم امطلينا

  عدينا في غد ما شئت إنّا ... نحبّ وإن مطلت الواعدينا

  / أغرّك أنني لا صبر عندي ... على هجر وأنّك تصبرينا

  ويوم تبعتكم وتركت أهلي ... حنين العود⁣(⁣٣) يتّبع القرينا

  عروضه من الوافر. غنّاه ابن محرز ثاني ثقيل بالسبّابة في مجرى الوسطى.

  ومنها:

  صوت

  رقيّة تيّمت قلبي ... فواكبدي من الحبّ

  نهاني إخوتي عنها ... وما بالقلب من عتب

  غنّاه مالك ثاني ثقيل أوّل بالبنصر على مذهب إسحاق من رواية عمرو بن بانة. وقد ذكرت بذل أنّ فيه لابن المكيّ لحنا.

  فضل ابن أبي عتيق شعره على شعر كثير:

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزبير قال حدّثني سعيد بن عمرو بن الزّبير قال حدّثني إبراهيم⁣(⁣٤) بن عبد اللَّه قال: أنشد كثّير ابن أبي عتيق كلمته التي يقول فيها:

  ولست براض من خليل بنائل ... قليل ولا أرضى له بقليل


(١) البشر: اسم جبل يمتدّ من عرض إلى الفرات من أرض الشام من جهة البادية، وهو من منازل بني تغلب بن وائل. (عن «معجم البلدان» لياقوت). والغمر: علم على مواضع كثيرة.

(٢) كذا في ط، ء، م وديوانه (ص ٢٧٥ طبع أوروبا) وهو الموافق لما في «معجم ياقوت» عند الكلام على البشر. والرقة السوداء: قرية كبيرة ذات بساتين كثيرة. وفي باقي الأصول: «الرقة البيضاء»، وهي مدينة مشهورة على الفرات بينها وبين حرّان ثلاثة أيام، معدودة في بلاد الجزيرة. (انظر ياقوت في اسم الرقة).

(٣) العود (بالفتح): الجمل المسن وفيه بقية. وقال الجوهري: هو الذي جاوز في السن البازل والمخلف، جمعه: عودة كديكة.

(٤) في ط، ء، م: «إبراهيم بن أبي عبد اللَّه».