كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

4 - ذكر عبيد الله بن قيس الرقيات ونسبه وأخباره

صفحة 67 - الجزء 5

  صوت

  سائلا فندا خليلي ... كيف أردان رقيّة

  إنّني علَّقت خودا ... ذات دلّ بختريّه⁣(⁣١)

  غنّاه فند، ولحنه ثقيل أوّل بالبنصر عن حبش.

  نسبة هذا الصوت الذي في الخبر المتقدّم وخبره وهو أيضا مما قاله ابن قيس في رقيّة

  صوت

  حبّ ذاك⁣(⁣٢) الدّلّ والغنج ... والتي في عينها دعج

  والتي إن حدّثت كذبت ... والتي في وعدها خلج⁣(⁣٣)

  / وترى في البيت صورتها ... مثلما في البيعة⁣(⁣٤) السّرج

  خبّروني هل على رجل ... عاشق في قبلة حرج

  الشعر لابن قيس الرقيّات يقوله في رقيّة بنت عبد الواحد. والغناء لمالك خفيف ثقيل أوّل مطلق في مجرى البنصر. وفيه خفيف ثقيل آخر لابن محرز من رواية عمرو بن بانة، وقيل: بل هو هذا.

  عود إلى تفضيل ابن أبي عتيق له على كثير:

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزبير بن بكار قال حدّثني سليمان بن عيّاش السّعديّ قال حدّثني سائب راوية كثيّر قال:

  كان كثيّر مديونا، فقال لي يوما ونحن بالمدينة: اذهب بنا إلى ابن أبي عتيق نتحدّث عنده؛ قال: فذهبت إليه معه؛ فاستنشده ابن أبي عتيق، فأنشده قوله:

  أبائنة سعدى نعم ستبين

  حتى بلغ إلى قوله:

  وأخلفن ميعادي وخنّ أمانتي ... وليس لمن خان الأمانة دين

  فقال له ابن أبي عتيق: أعلى الأمانة تبعتها! فانكفّ واستغضب نفسه وصاح وقال:


(١) الخود: الفتاة الشابة الحسنة الخلق. والبخترية: المتبخترة في مشيها، وهي مشية المتكبر المعجب بنفسه، أو هي حسنة المشي والجسم.

(٢) الدل والدلال من المرأة: تدللها على زوجها وذلك أن تريه جراءة عليه في تغنج وتشكل كأنها تخالفه وليس بها خلاف، أو هو حسن الحديث وحسن المزح والهيئة. والغنج (بالضم وبضمتين): حسن الدل. والدعج: شدّة سواد العين مع سعتها.

(٣) الخلج: الاضطراب وعدم الثبات على حال، والمراد أنها لاضطرابها لا تثبت على حال في الوفاء بوعدها.

(٤) البيعة: متعبد النصارى أو اليهود.