كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

7 - ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة ونسبه

صفحة 86 - الجزء 5

  صلى بالناس الصبح أربع ركعات:

  أخبرني أحمد قال حدّثني عمر بن شبّة قال حدّثنا هارون بن معروف قال حدّثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال: صلَّى الوليد بن عقبة بأهل الكوفة الغداة أربع ركعات، ثم التفت إليهم فقال: أأزيدكم؟ فقال عبد اللَّه بن مسعود: ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم.

  شعر الحطيئة فيه:

  أخبرني أحمد قال حدّثني عمر بن شبّة قال حدّثنا محمد بن حميد قال حدّثنا جرير⁣(⁣١) عن الأجلح⁣(⁣٢) عن الشّعبيّ⁣(⁣٣) في حديث الوليد بن عقبة حين شهدوا عليه [قال]⁣(⁣٤): قال⁣(⁣٥) الحطيئة⁣(⁣٦):

  شهد الحطيئة يوم يلقى ربّه ... أنّ الوليد أحقّ بالعذر⁣(⁣٧)

  نادى وقد تمّت صلاتهم ... أأزيدكم - سكرا - وما يدري

  فأبوا أبا وهب ولو أذنوا ... لقرنت بين الشفع والوتر

  كفّوا عنانك إذ جريت ولو ... تركوا عنانك لم تزل تجري

  وقال الحطيئة أيضا:

  تكلَّم في الصلاة وزاد فيها ... علانية وجاهر بالنّفاق

  ومجّ الخمر في سنن المصلَّي ... ونادى والجميع إلى افتراق

  أزيدكم على أن تحمدوني ... ومالكم ومالي من خلاق

  شرب الخمر وصلى بالناس فضرب الحدّ:

  أخبرني محمد بن خلف وكيع قال قال حماد بن إسحاق حدّثني أبي قال ذكر أبو عبيدة وهشام بن الكلبيّ والأصمعيّ قالوا⁣(⁣٨):

  كان الوليد بن عقبة زانيا⁣(⁣٩) شرّيب خمر، فشرب الخمر بالكوفة وقام ليصلَّي بهم الصبح في المسجد الجامع، فصلَّى بهم أربع ركعات، ثم التفت إليهم / وقال لهم: أزيدكم؟ وتقيّأ في المحراب، وقرأ بهم في الصلاة وهو رافع صوته:

  علق القلب الرّبابا ... بعد ما شابت وشابا


(١) هو جرير بن عبد الحميد المذكور في الصفحة السابقة.

(٢) هو الأجلح بن عبد اللَّه بن حجية الكندي كما في «تهذيب التهذيب».

(٣) هو أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي كما في «تهذيب التهذيب» وابن خلكان.

(٤) زيادة يقتضيها السياق.

(٥) في ب، ح، س: «فقال».

(٦) هذه الكلمة ساقطة في س.

(٧) هذا البيت من الكامل الضرب الأحذ المضمر، وباقي الأبيات من الكامل الأحذ الثالث.

(٨) في ب، ح، س: «قال» والمناسب منا أثبتناه.

(٩) في ط، ء: «دنيا» والدنى (كغنى): الساقط الضعيف.