كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

7 - ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة ونسبه

صفحة 88 - الجزء 5

  فوجم القوم وأطرقوا، فأمر به عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فحدّ.

  قصة رجل معيطيّ شهد عليه عند الأمير:

  أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ⁣(⁣١) قال حدّثني محمد بن الفضل من حفظه قال حدّثنا عمر بن شبّة من حفظه، ونسخت من كتاب لهارون ابن الزيات بخطه عن عمر بن شبة، وروايته أتمّ، فحكيت لفظه، قال:

  شهد رجل عند أبي العجّاج، وكان على البصرة، على رجل من المعيطيّين شهادة، وكان الرجل / الشاهد سكران؛ فقال المشهود عليه وهو المعيطيّ: أعزّك اللَّه إنه لا يحسن أن يقرأ من السكر؛ فقال الشاهد: بلى إني لأحسن؛ فقال: اقرأ؛ فقال:

  علق القلب الرّبابا ... بعد ما شابت وشابا

  قال: وإنما تماجن بذلك على المعيطيّ، ليحكى به ما صنع الوليد بن عقبة في محراب الكوفة وقد تقدّم للصلاة وهو سكران، فأنشد في صلاته هذا الشّعر؛ وكان أبو العجّاج محّمقا فظنّ أن هذا قرآن، فقال: صدق اللَّه ورسوله، ويلكم! فلم تعلمون ولا تعملون!. ولقد روي أيضا في الشهادة على الوليد في السّكر غير ما ذكر من زيادته في الصلاة.

  ثبت لدى عثمان أنه سكر فأمر بجلده الحدّ:

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال عرضت على المدائنيّ عن مبارك بن سلَّام عن فطر⁣(⁣٢) بن خليفة عن أبي الضّحى⁣(⁣٣) قال:

  / كان أبو زينب الأزديّ وأبو مورّع⁣(⁣٤) يطلبان عثرة الوليد بن عقبة، فجاءا يوما فلم يحضر الصلاة، فسألا عنه وتلطَّفا حتى علما أنه يشرب، فاقتحما عليه الدار فوجداه يقيء، فاحتملاه وهو سكران فوضعاه على سريره وأخذا خاتمه من يده، فأفاق فافتقد خاتمه فسأل عنه؛ فقالوا: لا ندري وقد رأينا رجلين دخلا الدار فاحتملاك فوضعاك على سريرك؛ فقال: صفوهما لي؛ فقالوا: أحدهما آدم⁣(⁣٥) طويل حسن الوجه، والآخر عريض مربوع عليه خميصة⁣(⁣٦)؛ فقال: هذا⁣(⁣٧) أبو زينب وأبو مورّع. ولقي أبو زينب وصاحبه عبد اللَّه بن حبيش⁣(⁣٨) الأسدي وعلقمة⁣(⁣٩) بن


(١) كذا في ط، ء، م. وفي سائر الأصول: «المكيّ»، وأبو الفرج يروي كثيرا عن الصوليّ كما تقدّم غير مرة في الأجزاء السالفة.

(٢) كذا في «التهذيب» و «المعارف» لابن قتيبة والطبري (ق ١ ص ٣١٨١) وفي جميع الأصول: «قطن» بالقاف والنون وهو تحريف.

(٣) كذا في ط، م، ء، واسمه: مسلم بن صبيح الهمداني أحد شيوخ فطر بن خليفة المتقدّم. وفي سائر الأصول: «أبو الضحاك» وهو تحريف. (راجع «التهذيب» و «الخلاصة» في اسم مسلم بن صبيح).

(٤) كذا في ط، ء، م. وهو أبو مورّع الأسدي كما في الطبري وابن الأثير. وفي ح: «ابن مزرع». وفي ب، س: «أبو مزرع»، وكلاهما تحريف.

(٥) الآدم: الأسمر.

(٦) الخميصة: كساء أسود مربع له علمان.

(٧) في الأصول: «هذا».

(٨) كذا في ب، ح، س. وفي سائر الأصول: «خنيس».

(٩) كذا في ب، س. وفي م: «علقمة بن زيد». وفي ح: «عقبة بن يزيد». وف ط، ء: «عقبة بن زيد»، ولم نوفق إلى وجه الصواب فيه.