كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

7 - ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة ونسبه

صفحة 89 - الجزء 5

  يزيد البكريّ وغيرهما فأخبراهم، فقالوا: اشخصوا إلى أمير المؤمنين فأعلموه؛ فقال بعضهم: لا يقبل قولنا في أخيه؛ فشخصوا إليه وقالوا: إنما جئناك في أمر ونحن مخرجوه إليك من أعناقنا، وقد قلنا: إنك لا تقبله، قال: وما هو؟ قالوا: رأينا الوليد وهو سكران من خمر قد شربها وهذا خاتمه أخذناه وهو لا يعقل؛ فأرسل إلى عليّ رضي اللَّه تعالى عنه فشاوره؛ فقال: أرى أن تشخصه، فإن شهدوا عليه بمحضر منه حددته؛ فكتب عثمان رضي اللَّه تعالى عنه إلى الوليد بن عقبة فقدم عليه، فشهد عليه أبو زينب / وأبو مورّع وجندب الأسديّ⁣(⁣١) وسعد بن مالك الأشعريّ، ولم يشهد⁣(⁣٢) عليه إلَّا يمان؛ فقال عثمان لعليّ: قم فاضربه؛ فقال عليّ للحسن: قم فاضربه؛ فقال الحسن: مالك ولهذا! يكفيك غيرك؛ فقال عليّ لعبد اللَّه بن جعفر: قم فاضربه، فضربه بمخصرة⁣(⁣٣) فيها سير له رأسان، فلما بلغ أربعين قال له عليّ: حسبك.

  ما وقع بين عثمان وعائشة بسبب الوليد بن عقبة:

  أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا المدائنيّ عن الوقّاصيّ⁣(⁣٤) عن الزّهريّ قال: خرج رهط من أهل الكوفة إلى عثمان في أمر الوليد، فقال: أكلَّما غضب رجل منكم على أميره رماه بالباطل! لئن أصبحت لكم لأنكَّلنّ بكم؛ فاستجاروا بعائشة؛ وأصبح عثمان فسمع من حجرتها صوتا وكلاما فيه بعض الغلظة، فقال: أما يجد مرّاق أهل العراق وفسّاقهم ملجأ إلا بيت عائشة! فسمعت فرفعت نعل رسول اللَّه وقالت: تركت سنّة رسول اللَّه صاحب هذه⁣(⁣٥) النعل؛ فتسامع الناس فجاؤوا حتى ملؤوا المسجد، فمن قائل: أحسنت، ومن قائل: ما للنساء وهذا! حتى تحاصبوا⁣(⁣٦) وتضاربوا بالنّعال؛ ودخل رهط من / أصحاب رسول اللَّه / على عثمان، فقالوا له: اتّق اللَّه ولا تعطَّل الحدّ، واعزل أخاك عنهم؛ فعزله عنهم.

  ضرب عثمان رجلا شهد عليه:

  أخبرني أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا المدائنيّ عن أبي محمد النّاجي عن مطر الورّاق قال:

  قدم رجل المدينة فقال لعثمان ¥: إني صلَّيت الغداة خلف الوليد بن عقبة، فالتفت إلينا فقال:

  أأزيدكم؟ إنّي أجد اليوم نشاطا، وأنا أشمّ منه رائحة الخمر؛ فضرب عثمان الرجل؛ فقال الناس: عطَّلت الحدود وضربت الشهود.

  الوليد بن عقبة وعديّ بن حاتم:

  أخبرني أحمد قال حدّثني عمر قال حدّثنا أبو بكر الباهليّ عن بعض من حدّثه قال:


(١) كذا في ب، ح، س. وفي سائر الأصول: «الأزدي». والأسد «بإسكان السين»: لغة في الأزد، يقال في أزد شنوءة: أسد شنوءة.

(٢) يريد أن كل شهوده من اليمن، وقد جاء في «نهاية الأرب» (ح ٢ ص ٢٩٧) في الكلام على يمن: أن الأشعر والأزد قبيلتان منها، وقد جاء في الطبري (ق ١ ص ٢٨٤٩) أن أبا مورّع وأبا زينب أزديان. وقد سقطت هذه الجملة من ط، م، ء.

(٣) المخصرة: ما اختصره الإنسان بيده فأمسكه من عصا أو مقرعة أو عنزة أو عكازة وما أشبهها، وقد يتكأ عليها.

(٤) كذا في ط، م، ء. واسمه: عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، وهو ممن يروون عن الزهري. وفي سائر الأصول: «الرقاشي». ولم نجد في المراجع التي بين أيدينا رقاشيا له رواية عن الزهري.

(٥) في جميع الأصول: «هذا» وهو تحريف لأن الفعل مؤنثة.

(٦) في ط، م، ء: «تخاصموا».