7 - ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة ونسبه
  كان أبو زبيد من ندمائه وقال شعرا فيه لما عزل:
  أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ عن عمّه عبيد اللَّه قال أخبرني محمد بن حبيب عن ابن الأعرابيّ قال، وأخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا عبد اللَّه بن محمد بن حكيم عن خالد بن سعيد، وأخبرني إبراهيم بن محمد بن أيوب قال حدّثنا عبد اللَّه بن مسلم، قالوا جميعا:
  كان أبو زبيد الطائي نديما للوليد بن عقبة أيّام ولايته الكوفة، فلما شهد عليه بالسكر من الخمر وخرج من الكوفة قال أبو زبيد - واللفظ في القصيدة لليزيديّ لأنها في روايته أتمّ -:
  /
  من يرى العير لابن أروى(١) على ظه ... ر المروري(٢) حداتهنّ عجال
  مصعدات والبيت بيت أبي وه ... ب خلاء تحنّ فيه الشّمال
  يعرف الجاهل المضلَّل أنّ ال ... دهر فيه النّكراء والزّلزال
  ليت شعري كذا كم العهد أم كا ... نوا أناسا كمن يزول فزالوا
  بعد ما تعلمين يا أمّ زيد ... كان فيهم عزّ لنا وجمال
  ووجوه بودّنا(٣) مشرقات ... ونوال إذا أريد النّوال
  / أصبح البيت قد تبدّل بال ... حيّ وجوها كأنّها الأقتال(٤)
  كلّ شيء يحتال فيه الرجال ... غير أن ليس للمنايا احتيال
  ولعمر الإله لو كان للسي ... ف مصال(٥) أو للَّسان مقال
  ما تناسيتك الصفاء ولا الودّ ... ولا حال دونك الأشغال
  ولحرّمت لحمك المتعضّى(٦) ... ضلَّة(٧) ضلّ حلمهم ما اغتالوا
  قولهم شربك الحرام وقد كان ... شراب سوى الحرام حلال
  وأبى الظَّاهر العداوة إلَّا ... شنآنا وقول ما لا يقال
  من رجال تقارضوا منكرات ... لينالوا الذي أرادوا فنالوا
  غير ما طالبين دخلا ولكن ... قال دهر على أناس فمالوا
  من يخنك الصّفاء أو يتبدّل ... أو يزل مثل ما تزول الظَّلال
(١) ابن أروى هو الوليد بن عقبة وأروى أمه وأم عثمان بن عفان كما تقدّم في أوّل الترجمة.
(٢) سيشرح أبو الفرج هذه الكلمة في أول صفحة ١٣٥.
(٣) في ط، ء، م: «تودّتا» بالتاء.
(٤) الأقتال: الأعداء، جمع قتل (بالكسر). ويطلق أيضا على الصديق، فهو من أسماء الأضداد.
(٥) يقال: صال على قرنه يصول إذا وثب عليه واستطال.
(٦) كذا في ط، ء. والمتعضي: المتقطع والمتفرّق. وفي سائر الأصول: «المقتصي»، وهو اسم مفعول من تقصى الشيء إذا طلبه وبالغ في البحث عنه.
(٧) في ط، ء: «حدّة».
(٨) الذحل: الثأر.