7 - ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة ونسبه
  فاعلمن أنّني أخوك أخو ال ... ودّ حياتي حتى تزول الجبال
  ليس بخلا عليك عندي بمال ... أبدا ما أقلّ نعلا قبال(١)
  ولك النّصر باللسان وبال ... كفّ إذا كان لليدين مصال
  نسبة ما في هذا الشعر من الغناء
  صوت
  من يرى العير لابن أروى على ظه ... ر المروري حداتهنّ عجال
  مصعدات والبيت بيت أبي وه ... ب خلاء تحنّ فيه الشّمال
  / عروضه من الخفيف. المروري: جمع مروراة وهي الصحراء. غنى الدّلال فيه خفيف ثقيل(٢) بإطلاق الوتر في مجرى البنصر عن إسحاق وغيره.
  لام أهل الكوفة الوليد لأنه أنزل أبا زبيد بدار على باب المسجد:
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال:
  لما قدم الوليد بن عقبة الكوفة قدم عليه أبو زبيد، فأنزله دار عقيل بن أبي طالب على باب المسجد وهي دار القبطي(٣)، فكان مما احتجّ به عليه أهل الكوفة أنّ أبا زبيد كان يخرج إليه من داره يخترق المسجد وهو نصرانيّ(٤) فيجعله طريقا.
  أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثني عمّي عبيد اللَّه(٥) عن(٦) أبي حبيب بن جبلة عن ابن الأعرابيّ:
  أن أبا زبيد وفد على الوليد حين استعمله عثمان على الكوفة، فأنزله الوليد دار لعقيل بن أبي طالب على باب المسجد، فاستوهبها منه فوهبها له، فكان ذلك أوّل الطَّعن عليه من أهل / الكوفة؛ لأن أبا زبيد كان يخرج من منزله حتى يشقّ الجامع إلى الوليد، فيسمر عنده ويشرب معه ويخرج فيشقّ المسجد وهو سكران، فذلك نبّههم عليه.
(١) أقل الشيء: حمله ورفعه. وقبال النحل (بالكسر): زمامها وهو السير الذي يكون بين الإصبعين. وفي «الشعر والشعراء» (ص ١٦٨ طبع أوروبا): «ما أقل سيفا حمال».
(٢) في ط، ء، م: «خفيف ثقيل الأوّل بإطلاق ... إلخ».
(٣) كذا في جميع الأصول.
(٤) كذا في أكثر الأصول، وقد كان أبو زبيد نصرانيا. وفي م هنا: «وهو سكران» كما سيرد في جميع الأصول في الخبر الآتي.
(٥) هو عبيد اللَّه بن محمد اليزيدي.
(٦) كذا في م. وفي ط، ء: «عبيد اللَّه عن ابن جبلة ... إلخ». وفي سائر الأصول: «عبيد اللَّه بن أبي حبيب عن ابن الأعرابي». ولعل صحة هذا السند هي: «حدّثني عمي عبيد اللَّه عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي» لأن الذي عرفت روايته عن ابن الأعرابي وتسمى بابن حبيب هو أبو جعفر محمد بن حبيب، وقد قرأ على ابن الأعرابي «كتاب النوادر» وتوفي سنة ٢٤٥ هـ، وحبيب: أمه نسب إليها لعدم معرفة أبيه. وقد ورد هذا السند بعينه في صفحتي ١٣٣ و ١٣٧ وهو يؤيد صحة ما ذهبنا إليه. (راجع «إنباه الرواة» ق ١ ج ٢ ص ٩٢ و «معجم الأدباء» ج ٦ ص ٤٧٣ و «بغية الوعاة» ص ٢٩ طبع مصر).