7 - ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة ونسبه
  ولاه عمر صدقات بني تغلب ثم عزله:
  قال: وقد كان عمر بن الخطَّاب رضي اللَّه تعالى عنه ولَّي الوليد بن عقبة صدقات بني تغلب، فبلغه عنه بيت قاله وهو:
  إذا ما شددت الرأس منّي بمشوذ(١) ... فغيّك(٢) منّي(٣) تغلب بنة وائل
  فعزله.
  مدحه أبو زبيد لأنه استخلص له إبلا أودعها بني تغلب:
  وكان أبو زبيد قد استودع بني كنانة بن تيم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن غنم بن تغلب إبلا فلم يردّوها عليه حين طلبها، وكانت بنو تغلب أخوال أبي زبيد، فوجد الوليد بني تغلب ظالمين لأبي زبيد، فأخذ له الوليد بحقّه؛ فقال يمدح الوليد:
  يا ليت شعري بأنباء أنبّؤها ... قد كان يعيا بها صدري وتقديري
  عن امرئ ما يزده اللَّه من شرف ... أفرح به ومريّ غير مسرور
  (يعني مريّ بن أوس بن حارثة بن لأم). وهي طويلة يقول فيها:
  إنّ الوليد له عندي وحقّ له ... ودّ الخليل ونصح غير مذخور
  لقد رعاني وأدناني وأظهرني ... على الأعادي بنصر غير تعذير(٤)
  فشذّب(٥) القوم عنّي غير مكترث ... حتى تناهوا على رغم وتصغير
  نفسي فداء أبي وهب وقلّ له ... يا أمّ عمرو فحلَّي اليوم أو سيري
  وفي رواية ابن حبيب: «يا أمّ زيد»، يعني: يا أم أبي زبيد.
  أقطع أبا زبيد أرضا واسعة فمدحه بشعر:
  أخبرني محمد بن العبّاس عن عمّه عن محمد بن حبيب عن ابن الأعرابيّ قال:
  كان الوليد بن عقبة قد استعمل الرّبيع بن مريّ بن أوس بن حارثة بن لأم الطائيّ على الحمى فيما بين الجزيرة وظهر الحيرة، فأجدبت الجزيرة، وكان أبو زبيد في تغلب، فخرج بهم ليرعيهم؛ فأبى عليه الأوسيّ وقال: إن شئت أن أرعيك وحدك فعلت وإلَّا فلا؛ فأتى أبو زبيد الوليد بن عقبة، فأعطاه ما بين القصور الحمر من الشأم إلى القصور الحمر من الحيرة وجعله له حمّى، وأخذها من الآخر. هكذا روى ابن حبيب. وأخبرنا أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال: كانت الجنينة(٦) في يد مريّ بن أوس، فلمّا قدم الوليد بن عقبة الكوفة انتزعها منه ودفعها
(١) المشوذ: العمامة.
(٢) يريد غيالك ما أطوله مني. (راجع «اللسان» مادة شوذ).
(٣) كذا في ب، ح، س و «اللسان» (مادة شوذ) وفي سائر الأصول: «عني».
(٤) كذا في ط، ء، م. والتعذير في الأمر: التقصير فيه. وفي سائر الأصول: «تقدير».
(٥) شذب: طرد ودفع.
(٦) الجنيتة: علم على مواضع كثيرة. (انظر «معجم البلدان» لياقوت في الكلام على الجنيتة).