7 - ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة ونسبه
  إلى أبي زبيد. والقول الأوّل أصح، وشعر أبي زبيد يدلّ عليه في قوله في الوليد بن عقبة يمدحه:
  لعمر أبيك يا بن أبي مريّ ... لغيرك من أباح لها(١) الدّيارا
  أباح لها(١) أبارق(٢) ذات نور ... ترعّى القفّ(٣) منها والعرارا(٤)
  بحمد اللَّه ثم فتى قريش ... أبي وهب غدت بطنا غزارا(٥)
  أباح لها ولا يحمى عليها ... إذا ما كنتم سنة جزارا
  يريد جزرا من الجدب والشدّة.
  /
  فتّى طالت يداه إلى المعالي ... وطحطحتا(٦) المقطَّعة(٧) القصارا
  وهي أبيات.
  نزع منه سعيد بن العاص هذه الأرض فقال شعرا:
  قال(٨) عمر بن شبّة في خبره خاصّة: فلما عزل الوليد ووليها سعيد انتزعها منه / وأخرجها من يده؛ فقال:
  ولقد متّ غير أنّي حيّ ... يوم بانت بودّها خنساء
  من بني عامر لها شقّ نفسي ... قسمة مثل ما يشقّ الرداء
  أشربت لون صفرة في بياض ... وهي في ذاك لدنة غيداء(٩)
  كلّ عين ممّن يراها من النّا ... س إليها مديمة حولاء
  فانتهوا إن للشدائد أهلا ... وذروا ما تزيّن الأهواء
  ليت شعري وأبن منّي ليت ... إنّ ليتا وإنّ لوّا عناء
  أيّ ساع سعى ليقطع شربي ... حين لاحت للصابح الجوزاء(١٠)
(١) في ط، ء، م: «لنا».
(٢) الأبارق: جمع الأبرق كسر تكسير الأسماء لغلبته. والأبرق: البرقة إذا اتسعت وهي أرض غليظة فيها حجارة ورمل وطين مختلطة، وتنبت أسنادها وظهورها البقل والشجر نباتا كثيرا يكون إلى جنبها الروض أحيانا.
(٣) القف (بفتح القاف): ما يبس من البقول وتناثر حبه وورقه فالإبل ترعاه وتسمن عليه.
(٤) كذا في ح، م. والعرار (بالفتح): نبت أصفر طيب الريح، وقيل: هو بهار البر، واحدته عرارة. وفي سائر الأصول: «القفارا».
ويناسب هذه الرواية: القف (بضم القاف): وهو ما غلظ من الأرض وارتفع، وقيل: يكون في القف رياض وقيعان.
(٥) غزارا: جمع غزيرة، وهي من الإبل الكثيرة اللبن.
(٦) كذا في ط، ء. وطحطح الرجل ماله: فرقه. وفي ب، س: «طحطحن».
(٧) المقطعة: الثياب القصار أو هي برود عليها وشي.
(٨) كذا في ح، م. وفي سائر الأصول:
«وقال ... إلخ»
(٩) اللدنة: الناعمة. والغيداء: المتثنية من النعمة وهي أيضا الطويلة العنق.
(١٠) الشرب (بالكسر): المورد. والصابح: الذي يصبح إبله الماء أي يسقيها صباحا. والجوزاء: نجم يقال: إنه يعترض في جوز السماء أي وسطها، وإذا طلعت الجوزاء اشتدّ الحرّ، والعرب تقول: إذا طلعت الجوزاء توقدت المعزاء.