كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

7 - ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة ونسبه

صفحة 96 - الجزء 5

  [قال ابن حبي: «ويروي سويّ لقد ...» وهي لغة طيّء]⁣(⁣١).

  خلا أنّ رزق اللَّه غاد ورائح ... وأنّي له راج وإن سرت أشهرا

  وكان هو الحصن الذي ليس مسلمي ... إذا أنا بالنّكراء هيّجت⁣(⁣٢) معشرا

  إذا صادفوا دوني الوليد كأنما ... يرون بوادي ذي⁣(⁣٣) حماس مزعفرا⁣(⁣٤)

  خضيب بنان ما يزال براكب ... يخبّ وضاحي جلده قد تقشّرا⁣(⁣٥)

  وهي طويلة.

  افتخر الوليد على عليّ بن أبي طالب فأجابه وأسكته:

  حدّثني إسحاق بن بنان الأنماطيّ قال حدّثنا حبيش بن مبشّر قال حدّثنا عبيد اللَّه⁣(⁣٦) بن موسى قال حدّثنا ابن أبي ليلى عن الحكم⁣(⁣٧) عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس / قال:

  قال الوليد بن عقبة لعليّ بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنه: أنا أحدّ منك سنانا، وأبسط منك لسانا، وأملأ للكتيبة طعانا؛ فقال له عليّ رضي اللَّه تعالى عنه: اسكت! فإنما أنت فاسق؛ فنزل القرآن: {أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ}.

  أرسله النبيّ على صدقات بني المصطلق فأخبره بردتهم فأرسل خالدا فكذبه:

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني محمد بن حاتم قال حدّثنا يونس بن محمد قال حدّثنا شيبان⁣(⁣٨) عن قتادة⁣(⁣٩) في قوله تعالى: {إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ} قال: هذا ابن أبي معيط الوليد بن عقبة، بعثه النبيّ إلى بني المصطلق مصدّقا، فلما رأوه أقبلوا نحوه فهابهم؛ فرجع إلى النبيّ فأخبره أنهم قد ارتدّوا عن الإسلام؛ فبعث النبيّ خالد بن الوليد وأمره أن يتثبّت ولا يعجل؛ فانطلق حتى أتاهم ليلا فبعث عيونه؛ فلمّا جاؤوه أخبروه بأنهم متمسّكون بالإسلام وسمعوا أذانهم وصلاتهم؛ فلمّا أصبحوا أتاهم خالد فرأى ما يعجبه، فرجع إلى النبيّ فأخبره.


(١) زيادة عن م. يشير إلى جواز قلب ألف المقصور ياء عند إضافته إلى ياء المتكلم. وقد وردت هذه الزيادة في ح أيضا باختلاف في كلمة سوى فكتبت فيها: «سوى تا».

(٢) في ح: «هايجت».

(٣) ذو حماس: موضع تلقاء عرعر، وقيل: هو مأسدة. (راجع «معجم ما استعجم» ح ١ ص ٢٨٦).

(٤) المزعفر: الأسد الورد، لأنه ورد اللون، وقيل: لما عليه من أثر الدم.

(٥) في ط، ء، م: «تسيرا» وهو بمعنى تقشر.

(٦) كذا في أكثر الأصول، وهو عبيد اللَّه بن موسى بن باذام العبسي أحد الذين يروون عن ابن أبي ليلى محمد بن عبد الرحمن. وفي م:

«عبد اللَّه»، وهو تحريف. (راجع الطبري ق ١ ص ٢٨٩، و «تهذيب التهذيب» في اسم محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى).

(٧) هو الحكم بن عتيبة الكندي أبو محمد كما في «تهذيب التهذيب».

(٨) هو شيبان بن عبد الرحمن التميمي كما في «تهذيب التهذيب».

(٩) هو قتادة بن دعامة بن قتادة أبو الخطاب السدوسي كما في «تهذيب التهذيب».