كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

7 - ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة ونسبه

صفحة 102 - الجزء 5

  فقال الحليس بن نعيم النّهديّ يكذّب الحطيئة:

  وأبلغ أبا وهب إذا ما لقيته ... فقد حاربتك الروم فيمن تحارب

  وفي الأرض حيّات وأسد كثيرة ... عدوّ ولكنّ الحطيئة كاذب

  بعض شعره في مقتل عثمان لما أخذ عليّ أموال الخلافة من بيته:

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا عليّ بن محمد عن أبي مخنف عن خالد بن قطن عن أبيه قال:

  لمّا قتل عثمان أرسل عليّ فأخذ كلّ ما كان في داره من السلاح وإبلا من إبل الصدقة، فلذلك قال الوليد بن عقبة:

  بني هاشم ردّوا سلاح ابن أختكم ... ولا تنهبوه لا تحلّ مناهبه

  ويروى:

  ولا تهبوه لا تحلّ مواهبه

  بني هاشم كيف الهوادة بيننا ... وعند عليّ سيفه ونجائبه

  قتلتم أخي كيما تكونوا مكانه ... كما فعلت يوما بكسرى مرازبه

  هكذا في الخبر:

  ولا تهبوه لا تحلّ مواهبه

  أخبزه بجاد مولى عثمان بمقتل عثمان فقال شعرا:

  أخبرني الطَّوسيّ قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني عبد اللَّه بن إسحاق الجعفريّ:

  أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط لقي بجادا مولى عثمان، فأخبره أنّ عثمان قد قتل؛ فقال:

  ليت أنّي هلكت قبل حديث ... سلّ جسمي وريع منه فؤادي

  يوم لاقيت بالبلاط⁣(⁣١) بجادا ... ليت أنّي هلكت قبل بجاد

  / وقد زيد في هذا الشعر بيت ونقص منه آخر مكانه وغنّي فيه، وهو:

  صوت

  طال ليلي وملَّني عوّادي ... وتجافى عن الضلوع مهادي

  / من حديث نمي إليّ فما ير ... قأ دمعي ولا أحسّ رقادي

  يوم لاقيت بالبلاط بجادا ... ليت أنّي هلكت قبل بجاد

  وبنفسي التي أحبّ وأهلي ... وبمالي وطارفي وتلادي


(١) البلاط: موضع بالمدينة مبلط بالحجارة بين مسجد رسول اللَّه وبين سوق المدينة.