7 - ذكر باقي خبر الوليد بن عقبة ونسبه
  قلت لا تغضبي فذلك قولي ... بلساني وما يجنّ فؤادي
  غنّى فيه ابن عبّاد ثاني ثقيل مطلق في مجرى البنصر في الأوّل والرابع من الأبيات، وذكر عمرو بن بانة أنه لابن محرز، ومن الناس من ينسبه إلى ابن سريج في هذه الطريقة في الأوّل والثاني، وذكر ابن المكَّيّ أنه للغريض ثاني قيل بالخنصر في مجرى البنصر، ووافقه يونس. وذكر أنّ في هذا الشعر لابن سريج والغريض لحنين في الخمسة الأبيات. وذكر حبش أنّ فيها لمعبد ثقيلا أوّل بالوسطى، ولعبد اللَّه بن العباس الرّبيعيّ ثاني قيل بالوسطى، وللغريض خفيف رمل بالوسطى، ولسليم ثقيل أوّل بالوسطى. وذكر أحمد بن عبيد أن فيه رملا لابن جامع في البيت الأوّل وحده، وأنّ فيه هزجا لا يعرف صانعه.
  غنت جارية للأمين من شعره فتطير:
  أخبرني أحمد بن جعفر جحظة قال حدّثني هبة اللَّه بن إبراهيم بن المهديّ قال حدّثني أبي قال:
  أرسل إليّ محمد بن زبيدة في ليلة من ليالي الصيف مقمرة: يا عم إنّ الجرب بيني وبين طاهر بن الحسين قد سكنت، فصر إليّ، فإني إليك مشتاق؛ فجئته / وقد بسط له على سطح زبيدة، وعنده سليمان بن جعفر عليه كساء روذباريّ(١) وقلنسوة طويلة، وجواريه بين يديه، وضعف «جاريته عنده، فقال لها: غنّيني فقد سررت بعمومتي؛ فاندفعت تغنّيه:
  هم قتلوه كي يكونوا مكانه ... كما فعلت يوما بكسرى مرازبه
  بني هاشم كيف التواصل بيننا ... وعند أخيه سيفه ونجائبه
  هكذا غنّت؛ وإنما هو:
  وعند عليّ سيفه ونجائبه
  فغضب وتطيّر وقال لها: ما قصّتك ويحك! أنثني وانتهي وغنّيني ما يسرّني! فاندفعت وغنّت:
  هذا مقام مطرّد ... هدمت منازله ودوره
  فازداد تطيّرا، ثم قال لها: ويحك! انتهي، غنّيني غير هذا، فغنّت:
  كليب لعمري كان أكثر ناصرا ... وأيسر جرما منك ضرّج بالدّم
  فقال لها: قومي إلى لعنة اللَّه! فوثبت وكان بين يديه قدح بلَّور وكان لحبّه إيّاه سمّاه باسمه محمدا، فأصابه طرف ذيلها فسقط على بعض الصواني فانكسر وتفتّت؛ فأقبل عليّ وقال: أرى واللَّه يا عمّ أن هذا آخر أيامنا؛ فقلت:
  كلا! بل يبقيك اللَّه يا أمير المؤمنين ويسرّك؛ قال: ودجلة واللَّه يا بنيّ هادئة ما فيها صوت مجداف ولا أحد يتحرّك وهي كالطَّست هادئة، فسمعت هاتفا يهتف: «قضي الأمر الَّذي فيه تستفتيان». قال: فقال لي: أسمعت ما سمعت يا عمّ؟ فقلت: وما هو؟ وقد واللَّه سمعته - فقال: الصوت الذي جاء الساعة من دجلة؛ فقلت: ما سمعت شيئا، / وما هذا إلَّا توهّم؛ فإذا الصوت قد عاد يقول: «قضي الأمر الذي فيه تستفتيان». فقال: انصرف يا عمّ بيّتك اللَّه بخير، فمحال ألَّا تكون الآن قد سمعت ما سمعت؛ فانصرفت، وكان / آخر العهد به.
(١) روذباري: نسبة إلى روذبار وهو اسم يطلق على مواضع كثيرة في أصبهان وبغداد وغيرهما.