كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

8 - نسب إبراهيم الموصلي وأخباره

صفحة 166 - الجزء 5

  / اللحن الذي صنعه إبراهيم في شعر الأعرابيّة ثقيل أوّل بالوسطى. وفيه لعلَّويه ثاني ثقيل. وأما / الشعر الثاني فهو لابن سيابة لا يشكّ فيه. ولإبراهيم فيه لحن من خفيف الثقيل.

  غنى للرشيد وغناه غيره فأجازهم، وغناه علوية فغضب عليه:

  أخبرني محمد بن مزيد عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:

  كنت أخذت بالمدينة من مجنون بها هذا الصوت، وغنّيته الرشيد وقلت:

  صوت

  هما فتاتان لمّا⁣(⁣١) تعرفا⁣(⁣٢) خلقي ... وبالشّباب على شيبي تدلَّان⁣(⁣٢)

  رأيت عرسيّ لمّا ضمّني كبرى ... وشخت أزمعتا صرمي وهجراني

  كلّ الفعال الذي يفعلنه حسن ... يصبي فؤادي ويبدي سرّ أشجاني

  بل احذرا صولة من صول شيخكما ... مهلا على الشيخ مهلا يا فتاتان

  فطرب وأمر لي بظبية⁣(⁣٣) كانت ملقاة بين يديه، فيها ألف دينار مسيّفة⁣(⁣٤)؛ وكان ابن جامع حاضرا، فقال:

  اسمع يا أمير المؤمنين غناء العقلاء ودع غناء المجانين، وكان أشدّ خلق اللَّه حسدا، فغنّاه:

  صوت

  ولقد قالت لأتراب لها ... كالمها يلعبن في حجرتها

  خذن عنّي الظَّلّ لا يتبعني ... ومضت⁣(⁣٥) سعيا إلى قبّتها

  / فطرب وشرب، وأمر له بألف وخمسمائة دينار. ثم تبعه محمد بن حمزة وجه القرعة [فغنّى]⁣(⁣٦):

  صوت

  يمشون فيها بكلّ سابغة ... أحكم فيها القتير⁣(⁣٧) والحلق

  يعرف إنصافهم إذا شهدوا ... وصبرهم حين تشخص الحدق

  فاستحسنه وشرب عليه، وأمر له بخمسمائة دينار. ثم غنّى علَّويه:


(١) كذا في ط، ء. وفي سائر الأصول: «لم» ولا يستقيم بها الوزن.

(٢) كذا في ط، ء. وفي سائر الأصول: «يعرفا» و «يدلان» بالياء المثناة من تحت، ومرجع الضمير مؤنث.

(٣) الظبية: الجراب، وقيل: الجراب الصغير خاصة.

(٤) يقال: درهم مسيف إذا كانت جوانبه نقية من النقش.

(٥) من ط، ء: «وعدت».

(٦) زيادة عن ط، ء.

(٧) القتير: رؤوس المسامير في الدرع.