كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

11 - أخبار إسحاق بن إبراهيم

صفحة 181 - الجزء 5

  نحمل أشباحنا إلى ملك ... نأخذ من ماله ومن أدبه

  فقال له: ومن ذلك يا أبا عبد اللَّه؟ قال: أبو محمد إسحاق بن إبراهيم الموصليّ. قال أبو بكر: والبيت لأبي تمّام الطائيّ.

  وقد أخبرني بهذا الخبر عن ثعلب محمد بن القاسم الأنباريّ فقال فيه:

  كان إسحاق يجري على ابن الأعرابيّ في كلّ سنة ثلاثمائة دينار، وأهدى له ابن الأعرابيّ شيئا من كتاب النوادر كتبه له بخطَّه؛ فمرّ ابن الأعرابيّ يوما على باب دار الموصليّ ومعه صديق له؛ فقال له صديقه: هذه دار صديقك أبي محمد إسحاق؛ فقال: هذه دار الذي نأخذ من ماله ومن أدبه.

  رأى في المنام جريرا يلقى كبة شعر في فيه فأوّل ذلك بتوريثه الشعر:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا يزيد بن محمد المهلَّبيّ قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:

  رأيت في منامي كأنّ جريرا جالس ينشد شعره وأنا أسمع منه، فلمّا فرغ أخذ بيده كبّة شعر فألقاها في فمي فابتلعتها؛ فأوّل ذلك بعض من ذكرته له أنّه ورّثني الشعر. قال يزيد بن محمد: وكذلك كان، لقد مات إسحاق وهو أشعر أهل زمانه.

  تعلم الضرب بالعود من زلزل وأعطاه مالا كثيرا:

  أخبرنا يحيى بن عليّ بن يحيى ومحمد بن مزيد قالا⁣(⁣١) حدّثنا حمّاد بن إسحاق قال: قال لي أبي:

  أعطيت منصورا زلزلا من مالي خاصّة حتّى تعلمت ضربه بالعود نحوا من مائة ألف درهم سوى ما أخذته له من الخلفاء ومن أبي. قال: وكانت في زلزل قبل أن يعرف الصوت ويفهمه بلادة أوّل ما يسمعه، حتى لو ضرب هو وغلامه على صوت لم يعرفاه قبل لكان غلامه أقوى منه؛ فإذا تفهّمه جاء فيه من الضرب بما لا يتعلَّق به أحد البتّة.

  ثناء أبي زياد الكلابي عليه حين أجاز بيتا له ارتجالا:

  أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثني عمّي الفضل عن إسحاق، [وأخبرني به الأخفش عن الفضل عن إسحاق، وأخبرني به يحيى بن عليّ بن يحيى عن أبيه عن إسحاق]⁣(⁣٢)، وأخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا يزيد بن محمد المهلَّبيّ عن إسحاق قال:

  قال لي أبو زياد الكلابيّ: أولم جار لي يكنى أبا سفيان وليمة ودعاني لها، فانتظرت رسوله حتى تصرّم يومي فلم يأت، فقلت لا مرأتي:

  إنّ⁣(⁣٣)

  أبا سفيان ليس بمولم ... فقومي فهاتي فلقة من حوارك⁣(⁣٤)


(١) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «قال» وهو تحريف.

(٢) هذه الزيادة ساقطة من ب، س.

(٣) في ب، س: «وإن». وظاهر من سياق الكلام أن البيت لم يتقدّمه شعر.

(٤) كذا فيما سيأتي في الأصول. والفلقة: القطعة. والحوار (بالضم وقد يكسر): ولد الناقة من حين يوضع إلى أن يفطم ويفصل. وفي الأصول هنا: «قفرة من حوارك»، وهو تحريف.