كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

3 - أخبار دحمان ونسبه

صفحة 307 - الجزء 6

  قطوف المشي إذ تمشى ... ترى في مشيها خرقا

  وتثقلها عجيزتها ... إذا ولَّت لتنطلقا

  / الشعر للأخوص. والغناء لدحمان ثقيل أول بالوسطى عن عمرو؛ وذكر الهشاميّ أنه لابن سريج.

  سئل عن ثمن ردائه فأجاب:

  أخبرني إسماعيل بن يونس قال حدّثنا عمر بن شبّة عن إسحاق قال:

  مرّ دحمان المغنّي وعليه رداء جيّد عدنيّ⁣(⁣١)؛ فقال له من حضر: بكم اشتريت هذا يا أبا عمرو؟ قال:

  ب

  ما ضرّ جيراننا إذ انتجعوا

  نسبة هذا الصوت

  صوت

  ما ضرّ جيراننا إذ انتجعوا ... لو أنهم قبل بينهم ربعوا⁣(⁣٢)

  أحموا⁣(⁣٣) على عاشق زيارته ... فهو⁣(⁣٤) بهجران بينهم قطع⁣(⁣٥)

  وهو كأنّ الهيام خالطه ... وما به غير حبّها ذرع⁣(⁣٦)

  كأنّ لبنى صبير⁣(⁣٧) غادية ... أو دمية زيّنت بها البيع

  اللَّه بيني وبين قيّمها ... يفرّ عنّي بها وأتّبع

  اشترى منه الوليد جارية وهو لا يعرفه فلما عرفه أرسل إليه وأكرمه:

  أخبرني وكيع عن أبي أيّوب المدينيّ إجازة عن أبي محمد العامريّ الأويسيّ قال:

  / كان دحمان جمّالا يكري إلى المواضع ويتّجر، وكانت له مروءة؛ فبينا هو ذات يوم قد أكرى جماله وأخذ ماله إذ سمع رنّة، فقام واتّبع الصوت، فإذا جارية قد خرجت تبكي؛ فقال لها: / أمملوكة أنت؟ قالت: نعم؛ فقال: لمن؟ فقالت: لا مرأة من قريش، وسمّتها له؛ فقال: أتبيعك؟ قالت: نعم، ودخلت إلى مولاتها فقالت: هذا إنسان يشتريني؛ فقالت: ائذني له، فدخل، فسامها حتى استقرّ أمر الثمن بينهما على مائتي دينار، فنقدها إياها وانصرف بالجارية. قال دحمان: فأقامت عندي مدة أطرح عليها ويطرح عليها معبد والأبجر ونظراؤهما من المغنين؛ ثم خرجت بها بعد ذلك إلى الشأم وقد حذقت، وكنت لا أزال إذا نزلنا أنزل الأكرياء⁣(⁣٨) ناحية، وأنزل


(١) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «غردني».

(٢) ربعوا: تمهلوا وانتظروا.

(٣) أحموا: حظروا ومنعوا.

(٤) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «فهم»، وهو تحريف.

(٥) القطع (كصرد): من يهجر رحمه ويعقها ويقطعها.

(٦) الذرع: الطمع. وفي ح: «درع» (بالدال المهملة) ولعلها مصحفة عما أثبتناه. وفي سائر الأصول: «ردع» ولا معنى له.

(٧) الصبير: السحاب الأبيض الذي يصير بعضه فوق بعض درجا. والغادية: السحابة تنشأ غدوة.

(٨) الأكرياء: جمع كريّ وهو المكاري.