كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

5 - أخبار أحمد النصبي ونسبه

صفحة 336 - الجزء 6

  /

  يا أيها القلب المطيع الهوى ... أنّى اعتراك الطَّرب النازح

  تذكر جملا فإذا ما نأت ... طار شعاعا قلبك الطامح

  هلَّا تناهيت وكنت امرأ ... يزجرك المرشد والنّاصح

  مالك لا تترك جهل الصّبا ... وقد علاك الشّمط الواضح

  فصار من ينهاك عن حبّها ... لم تر إلا أنه كاشح

  يا جمل ما حبّي لكم زائل ... عنّي ولا عن كبدي نازح

  ضحمّلت ودّا لكم خالصا ... جدّا إذا ما هزل المازح

  ثم لقد طال طلابيكم ... أسعى وخير العمل النّاجح

  إني توسّمت امرأ ماجدا ... يصدق في مدحته المادح

  ذؤابة العنبر فاخترته ... والمرء قد ينعشه الصالح

  / أبلج بهلولا⁣(⁣١) وظنّي به ... أنّ ثنائي عنده رابح

  سليم ما أنت بنكس⁣(⁣٢) ولا ... ذمّك لي غاد ولا رائح

  أعطيت ودّي وثنائي معا ... وخلَّة ميزانها راجح

  أرعاك بالغيب وأهوى لك ال ... رّشد وجيبي⁣(⁣٣) فاعلمن ناصح

  إني لمن سالمت سلم ومن ... عاديت أمسي وله ناطح

  في الرأس منه وعلى أنفه ... من نقماتي ميسم لائح

  نعم فتى الحيّ إذا ليلة ... لم يور فيها زنده القادح

  / وراح بالشّول⁣(⁣٤) إلى أهلها ... مغبّرة أذقانها⁣(⁣٥) كالح⁣(⁣٦)

  وهبّت الريح شآمية ... فانجحر القابس والنابح

  قد علم الحيّ إذا أمحلوا ... أنك رفّاد لهم مانح

  في الليلة القالي قراها التي ... لا عابق فيها ولا صابح

  فالضيف معروف له حقّه ... له على أبوابكم فاتح


(١) البهلول: السيد الجامع لكل خير.

(٢) النكس (بالكسر): الضعيف الدنيء الذي لا خير فيه والمقصر عن غاية النجدة والكرم.

(٣) كذا في أكثر الأصول. والجيب: القلب والصدر. يقال فلان ناصح الجيب أي أمين، ومنه قول الشاعر:

وخشنت صدرا جيبه لك ناصح

وفي ب، س: «وحبي».

(٤) الشول: جمع شائلة على غير قياس. والشائلة من الإبل: ما أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر فارتفع ضرعها وجف لبنها.

(٥) في ح: «أرقابها» وفي أ، ء، م: «أذنابها».

(٦) الكالح: الأمر الشديد، وهو فاعل «راح».