كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

6 - أخبار حماد الراوية ونسبه

صفحة 348 - الجزء 6

  أهدى إلى صديق له غلاما:

  قال إسحاق:

  وأهدى حماد إلى صديق له غلاما وكتب إليه: قد بعثت إليك غلاما تتعلم عليه كظم الغيظ.

  ستهدي نبيذا من صديق له فأجابه:

  قال:

  واستهدى من صديق له نبيذا فأهدى إليه دسيتجة نبيذ. فكتب إليه: لو عرفت في العدد أقلّ من واحد، وفي الألوان شرّا من السواد، لأهديته إليّ.

  رد على مغنية أخطأت في شعر:

  قال:

  وسمع مغنية تغني:

  عاد قلبي من الطويلة عاد

  فقال: وثمود، فإن اللَّه ø لم يفرق بينهما. والشعر:

  عاد قلبي من الطويلة عيد⁣(⁣١)

  أنشده رجل شعرا فأنكره عليه وقال اهجني فهجاه:

  أخبرني أبو الحسن الأسدي قال حدّثنا الرّياشيّ قال حدّثني أبو عثمان اللاحقي، وأخبرني به محمد بن مزيد عن حماد عن أبيه عن محمد بن سلَّام عن بشر بن المفضّل بن لاحق قال:

  جاء رجل إلى حمّاد الراوية فأنشده شعرا وقال: أنا قلته؛ فقال له أنت لا تقول مثل هذا، هذا ليس لك، وإن كنت صادقا فاهجني. فذهب ثم عاد إليه فقال له: قد قلت فيك:

  /

  سيعلم حمّاد إذا ما هجوته ... أأنتحل الأشعار أم أنا شاعر

  ألم تر حمادا تقدّم بطنه ... وأخّر عنه ما تجنّ المآزر

  فليس براء خصيتيه ولو جثا ... لركبته، ما دام للزيت عاصر

  فيا ليته أمسى قعيدة بيته ... له بعل صدق كومه⁣(⁣٢) متواتر

  فحماد نعم العرس للمرء يبتغي الن ... كاح وبئس المرء فيمن يفاخر

  فقال حماد: حسبنا، عافاك اللَّه، هذا المقدار وحسبك! قد علمنا أنك شاعر وأنك قائل الشعر الأول وأجود منه، وأحب أن تكتم هذا الشعر ولا تذيعه فتفضحني؛ فقال له: قد كنت غنيّا عن هذا. وانصرف الرجل وجعل حماد يقول: أسمعتم أعجب مما جررت على نفسي من البلاء!.


(١) هذا الشعر للمفضل. وأراد بالطويلة روضة بالصمان عرضها ميل في طول ثلاثة أميال. والعيد: ما يعتاد من نوب وشوق وهم.

(٢) الكوم: النكاح.