كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

7 - أخبار عبادل ونسبه

صفحة 360 - الجزء 6

  - لإسحاق⁣(⁣١) في هذين البيتين لحن من الثقيل الأوّل بالبنصر عن عمرو - يقول فيها في مدح الوليد:

  وما نعم منك للعافين مسجلة ... من التخلَّق لكن شيمة خلق

  ساهمت فيها ولا فاختصصت بها ... وطار قوم بلا والذمّ فانطلقوا

  / قوم هم⁣(⁣٢) شرف الدنيا وسوددها ... صفو على الناس لم يخلط بهم رنق

  إن حاربوا وضعوا أو سالموا رفعوا ... أو عاقدوا ضمنوا⁣(⁣٣) أو حدّثوا صدقوا

  وأما قصيدة إبراهيم بن هرمة التي فيها هذا الشعر فنذكر خبرها، ثم نذكر موضع الغناء وما قبله وما بعده منها.

  ومن أبي أحمد⁣(⁣٤) | سمعنا ذلك أجمع. ولكنه حكى عن إسحاق في الأصوات المختارة ما قاله إسحاق.

  ولعله لم يتفقّد ذلك، أو لعلّ أحد الشاعرين أغار على هذا البيت فانتحله وسرقه من قائله.

  ابن هرمة ومدحه عبد الواحد بن سليمان وتعريضه بالعباس بن الوليد:

  أخبرني يحيى بن عليّ قال أخبرنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن رجل من أهل البصرة، وحدّثني به وكيع قال حدّثنا هارون بن محمد بن عبد الملك عن حماد عن أبيه عن رجل من أهل البصرة - وخبره أتم - قال:

  قال العبّاس / بن الوليد بن عبد الملك - وكان بخيلا لا يحبّ أن يعطي أحدا شيئا - ما بال الشعراء تمدح أهل بيتي أجمع ولا تمدحني!. فبلغ ذلك ابن هرمة، وكان قد مدحه فلم يثبه، فقال يعرّض به ويمدح عبد الواحد بن سليمان:

  ومعجب بمديح الشّعر يمنعه ... من المديح ثواب المدح والشّفق

  يا آبى المدح من قول يحبّره⁣(⁣٥) ... ذو نيقة⁣(⁣٦) في حواشي شعره أنق⁣(⁣٧)

  إنك والمدح كالعذراء يعجبها ... مسّ الرجال ويثني قلبها الفرق

  / لكن بمدين من مفضى سويمرة⁣(⁣٨) ... من لا يذمّ ولا يشنا له خلق

  أهل المدائح تأتيه فتمدحه ... والمادحون إذا قالوا له صدقوا

  - يعني عبد الواحد بن سليمان -:

  لا يستقرّ⁣(⁣٩) ولا تخفى علامته ... إذا القنا شال في أطرافها الحرق⁣(⁣١٠)


(١) في ح: «لإسماعيل» وهو ابن جامع. وله ولإسحاق يروي عمرو بن بانة.

(٢) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «قوم لهم».

(٣) كذا في أكثر الأصول. وفي ب، س: «حكموا».

(٤) هو أبو أحمد يحيى بن علي بن يحيى المنجم من شيوخ أبي الفرج. (راجع ترجمته في الحاشية رقم ٣ ص ١٧ من تصدير هذا الكتاب).

(٥) في ح: «تخيره».

(٦) النيقة: اسم من التنوق. يقال تنوق فلان في منطقه وملبسه وأموره إذا تجوّد وبالغ.

(٧) كذا في ح. والأنق (بفتح النون): الروعة والحسن. وفي سائر الأصول: «من حواش شعره أنق».

(٨) كذا في ح و «معجم البلدان» (ج ٣ ص ٢٠٢). ومدين: مدينة تجاه تبوك بين المدينة والشام على ست مراحل. وسويمرة: موضع في نواحي المدينة. وفي أ، ء، م: «مقصى سوتمرة» وفي ب، س: «مقصى سويمرة».

(٩) كذا في أ، ء، م. وفي سائر الأصول: «لا يستفز».

(١٠) شال: ارتفع. والحرق (محركة): لهب النار.