7 - أخبار عبادل ونسبه
  الخبر، فأمر أن يحجب عنه ابن هرمة وطرده وجفاه، حتى تحمّل(١) عليه بعبد اللَّه بن الحسن [بن الحسن](٢)، فاستوهبه منه فعاد له إلى ما أحبه.
  / أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا الرّياشيّ، وأخبرني به عليّ بن سليمان الأخفش عن أحمد بن يحيى ثعلب عن الرياشيّ - وخبره أتم - قال الرياشيّ حدّثني أبو سلمة الغفاريّ قال قال ابن(٣) ربيح راوية ابن هرمة قال حدّثني ابن هرمة قال:
  أوّل من رفعني في الشعر عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك، فأخذ عليّ ألَّا أمدح أحدا غيره، وكان واليا على المدينة، وكان لا يدع برّي وصلتي والقيام بمؤونتي. فلم ينشب أن عزل وولَّي غيره مكانه، وكان الوالي من بني الحارث بن كعب. فدعتني نفسي إلى مدحه طمعا أن يهب لي كما كان عبد الواحد يهب لي، فمدحته فلم يصنع بي ما ظننت. ثم قدم عبد الواحد المدينة، فأخبر أنّي مدحت الذي عزل به، فأمر بي فحجبت عنه، ورمت الدخول عليه فمنعت، فلم أدع بالمدينة وجها ولا رجلا له نباهة وقدر من قريش إلا سألته أن يشفع لي في أن يعيدني إلى منزلتي عنده، فيأبى ذلك فلا يفعله. فلما أعوزتني الحيل أتيت عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب - ~ وعليهم - فقلت: يا بن رسول اللَّه، إن هذا الرجل قد كان يكرمني وأخذ عليّ ألَّا أمدح غيره، فأعطيته بذلك عهدا، ثم دعاني الشّره والكدّ إلى أن مدحت الوالي بعده. وقصصت عليه قصتي وسألته أن يشفع لي، فركب معي. فأخبرني الواقف على رأس عبد الواحد أن عبد اللَّه بن حسن لما دخل إليه قام عبد الواحد فعانقه وأجلسه إلى جنبه، ثم قال: أحاجة غدت بك أصلحك اللَّه؟ قال نعم؛ قال: كل حاجة لك مقضيّة إلا ابن هرمة؛ فقال له: إن رأيت ألَّا تستثني في حاجتي فافعل؛ قال: قد فعلت؛ قال: فحاجتي ابن هرمة؛ / قال: قد رضيت عنه وأعدته إلى منزلته؛ قال: فتأذن له أن ينشدك؛ قال: تعفيني من هذه؛ قال: أسألك أن تفعل؛ قال ائتوا به؛ فدخلت عليه وأنشدته قولي فيه:
  وجدنا غالبا كانت جناحا ... وكان أبوك قادمة الجناح
  قال فغضب عبد اللَّه بن الحسن حتى انقطع رزّه(٤) ثم وثب مغضبا، وتجوّزت في الإنشاد ثم لحقته فقلت له:
  جزاك اللَّه خيرا يا بن رسول اللَّه؛ فقال: ولكن لا جزاك اللَّه خيرا يا ماصّ بظر أمه، أتقول لابن مروان:
  وكان أبوك قادمة الجناح
  بحضرتي وأنا ابن رسول اللَّه ﷺ وابن عليّ بن أبي طالب #! فقلت: جعلني اللَّه فداك، إني قلت قولا أخدعه به طلبا لدنياه، وو اللَّه ما قست بكم أحدا قطَّ. أفلم تسمعني قد قلت فيها:
  وبعض القول يذهب بالرياح
  فضحك عبد اللَّه وقال: قاتلك اللَّه، ما أظرفك!.
(١) تحمل بفلان على فلان: تشفع به إليه.
(٢) زيادة عن ح.
(٣) في أكثر الأصول هنا: «قال ربيح». وفي ح: «قال ربيحة» وكلاهما تحريف (راجع الحاشية رقم ١ ص ٣٧٤ من الجزء الرابع من هذه الطبعة).
(٤) الرز: الصوت. وفي جميع الأصول: «زره» وهو تصحيف.