7 - أخبار عبادل ونسبه
  حائية ابن هرمة في مدح عبد الواحد:
  وهذه القصيدة الحائية التي مدح بها عبد الواحد من فاخر الشعر ونادر الكلام ومن جيّد شعر ابن هرمة خاصة، أولها:
  صرمت حبائلا من حبّ سلمى ... لهند ما عمدت لمستراح(١)
  فإنك إن تقم لا تلق هندا ... وإن ترحل فقلبك غير صاحي
  / يظلّ نهاره يهذي بهند ... ويأرق ليله حتى الصباح
  / أعبد الواحد المحمود إني ... أغصّ حذار سخطك بالقراح
  فشلَّت راحتاي وجال مهري ... فألقاني بمشتجر الرماح
  وأقعدني الزمان فبتّ صفرا ... من المال المعزّب والمراح
  إذا فخّمت غيرك في ثنائي ... ونصحي في المغيبة وامتداحي
  كأن قصائدي لك فاصطنعني ... كرائم قد عضلن عن النكاح
  فإن أك قد هفوت إلى أمير ... فعن غير التطوّع والسماح
  ولكن سقطة عيبت(٢) علينا ... وبعض القول يذهب في الرياح
  لعمرك إنني وبني عديّ(٣) ... ومن يهوى رشادي أو صلاحي
  إذا لم ترض عنّي أو تصلني ... لفي حين أعالجه متاح
  وإنك إن حططت إليك رحلي ... بغربيّ الشّراة(٤) لذو ارتياح
  هششت لحاجة ووعدت أخرى ... ولم تبخل بناجزة السّراح
  وجدنا غالبا خلقت جناحا ... وكان أبوك قادمة الجناح
  إذا جعل البخيل البخل ترسا ... وكان سلاحه دون السلاح
  فإنّ سلاحك المعروف حتى ... تفوز بعرض ذي شيم صحاح
  سئل عن سبب مدحه لعبد الواحد فأجاب:
  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثنا يعقوب بن إسرائيل قال حدّثني إبراهيم بن إسحاق العمريّ قال حدّثني عبد اللَّه بن إبراهيم الجمحيّ قال:
  قلت لابن هرمة: أتمدح عبد الواحد بن سليمان بشعر ما مدحت به غيره فتقول فيه هذا البيت:
  /
  وجدنا غالبا كانت جناحا ... وكان أبوك قادمة الجناح
(١) كذا في أكثر الأصول. وفي ح: «ما عهدت بمستراح». وفي ب، س: «ما عهدت لمستراح».
(٢) كذا في ح. وفي ب، س: «عيت». وقد ورد هذا الشطر في سائر الأصول غير مستقيم المعنى.
(٣) بنو عدي: هم قوم ابن هرمة. وعدي هذا: هو عدي بن قيس بن الحارث بن فهر.
(٤) الشراة: صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول ﷺ.