7 - أخبار عبادل ونسبه
  كأنّي من تذكَّر ما ألاقي ... إذا ما أظلم الليل البهيم
  سليم ملّ منه أقربوه ... وأسلمه المداوي والحميم
  ذكر الزّبير بن بكَّار أن هذا الشعر كله لأبي المنهال نفيلة(١) الأشجعيّ. قال(٢): وسمعت بعض أصحابنا يقول:
  إنه لمعمر بن العنبر(٣) الهذليّ. والصحيح من القول، أن بعض هذه الأبيات لابن هرمة من قصيدة له يمدح بها عبد الواحد بن سليمان / مخفوضة الميم، ولمّا غنّي فيها وفي أبيات نفيلة وخلط فيه ما أوجب خفض القافية غيّر إلى ما أوجب رفعها. فأما ما لابن هرمة فيها فهو من قصيدته التي أولها:
  أجارتنا بذي نفر(٤) أقيمي ... فما أبكى على الدهر الذميم
  / أقيمي وجه عامك ثم سيري ... بلا واهي الجوار ولا مليم
  فكم بين الأقارع فالمنقّى ... إلى أحد إلى أكناف ريم
  إلى الجمّاء من خدّ أسيل ... نقيّ اللون ليس بذي كلوم
  ومن عين مكحّلة الأماقي ... بلا كحل ومن كشح هضيم
  أرقت وغاب عنّي من يلوم ... ولكن لم أنم أنا للهموم
  أرقت وشفّني وجع بقلبي ... لزينب أو أميمة أو رعوم
  أقاسي ليلة كالحول حتى ... تبدّى الصح منقطع البريم(٥)
  كأنّ الصبح أبلق في حجول ... يشبّ ويتّقي ضرب الشّكيم
  رأيت الشّيب قد نزلت علينا ... روائعه بحجة مستقيم
  إذا ناكرته ناكرت منه ... خصومة لا ألدّ ولا ظلوم
  وودّعني الشباب فصرت منه ... كراض بالصغير من العظيم
  فدع ما لا يردّ عليك شيئا ... من الجارات أو دمن الرسوم
  وقل قولا تطبّق(٦) مفصليه ... بمدحه صاحب الرأي الصّروم(٧)
يمين الطريق للخارج من المدينة إلى مكة. وقيل: الجماوات ثلاث بالمدينة: جماء قضارع التي تسيل على قصر أم عاصم وبئر عروة، وجماء أم خالد التي تسيل على قصر محمد بن عيسى الجعفري وما والاه، وجماء العاقر وبينها وبين جماء أم خالد فسحة وهي تسيل على قصور جعفر بن سليمان وما والاها.
(١) في أ، ء هنا وفيما سيأتي في جميع الأصول ما عدا ب، س: «بقيلة» (بالباء والقاف).
(٢) كلمة «قال» ساقطة في ح.
(٣) في ح: «العنبري» ولم نوفق لترجيح إحدى الروايتين.
(٤) كذا في أكثر الأصول. وذو نفر (بالتحريك، ويروى بالسكون): موضع على ثلاثة أيام من السليلة بينها وبين الربذة، وقيل: خلف الربذة بمرحلة في طريق مكة. وفي ح: «بذي بقر». وذو بقر: واد بين أخيلة الحمى حمى الربذة. وذو نفر وذو بقر متقاربان.
(٥) البريم: ضوء الشمس مع بقية سواد الليل.
(٦) تطبق مفصليه: تصيب فيه الحجة، وأصله: إصابة المفصل وهو طبق العظمين أي ملتقاهما فيفصل بينهما.
(٧) الصروم: القاطع.