9 - المرقش الأصغر
  كان مع المجالد بن ريان في غارته على بني تغلب وقال شعرا:
  وقال أبو عمرو: وقع المجالد بن ريّان ببني تغلب بجمران(١) فنكى فيهم وأصاب مالا وأسرى، / وكان معه المرقّش الأكبر، فقال المرقش في ذلك:
  أتتني لسان(٢) بني عامر ... فجلَّى أحاديثها عن بصر
  / بأنّ بني الوخم(٣) ساروا معا ... بجيش كضوء نجوم السّحر(٤)
  بكلّ خبوب(٥) السّرى نهدة ... وكل كميت طوال أغرّ
  فما شعر الحيّ حتى رأوا ... بريق القوانس فوق الغرر(٦)
  فأقبلنهم(٧) ثم أدبرنهم ... وأصدرنهم قبل حين الصّدر
  فيا ربّ شلو تخطرفنه(٨) ... كريم لدى مزحف أو مكرّ(٩)
  وكائن بجمران(١٠) من مزعف(١١) ... ومن رجل وجهه قد عفر
  ٩ - وأمّا المرقّش الأصغر
  نسبه وعشقه لفاطمة بنت المنذر وأخباره في ذلك وشعره:
  فهو - على ما ذكر أبو عمرو - ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة. والمرقّش الأكبر عم الأصغر، والأصغر عم طرفة بن العبد. قال أبو عمرو: والمرقّش الأصغر أشعر المرقّشين وأطولهما عمرا. وهو الذي عشق
(١) جمران (بضم أوّله وإسكان ثانيه): موضع ببلاد الرباب، أو هو ماء. وقد ورد هذا الاسم في أكثر الأصول: «حمران» (بالحاء المهملة). وفي ح: «نجران»، وكلاهما تحريف. راجع «المفضليات» ص ٤٨٣ طبع أوروبا). و «معجم ما استعجم» (ص ٢٤٥).
(٢) اللسان هنا: الرسالة. وجلى أحاديثها عن بصر: أي كشفت أحاديثها العمى.
(٣) في ح: «الرخم» وفي باقي الأصول: «الرحم». والتصويب عن «المفضليات». وبنو الوخم: بنو عامر بن ذهل بن ثعلبة.
(٤) في شرح «المفضليات»: «قال الأصمعي: خص نجوم السحر لأن النجوم التي تطلع في آخر الليل كبار النجوم ودراريها وهي المضيئة منها».
(٥) في أكثر الأصول: «جنوب السرى». والتصويب عن ح. ويروى
«بكل نسول السرى»
- والنسول: السريعة السير -
و «بكل خنوف السرى»
أي خفيفة لينة رجع اليدين بالسير. (راجع «المفضليات» وشرحها ص ٤٨٣). ونهدة: ضخمة.
(٦) القوانس: جمع قونس وهو أعلى بيضة الحديد. والغرر: السادة من الرجال، ويقال الغرر: الوجوه. ويروى:
«فوق العذر»
والعذر: شعر العرف والناصية. (راجع «شرح المفضليات»).
(٧) في الأصول:
«فأقبلتهم ثم أدبرتهم ...
إلخ «(بالتاء المثناة). والتصويب عن» المفضليات.
(٨) كذا في «المفضليات» والشلو: بقية الجسد. وتخطرفته: استلبته، وقيل: جاوزنه وخلفنه. وفي جميع الأصول: «تخطرفته» (بالتاء).
(٩) زاد صاحب «المفضليات» بعد هذا البيت بيتا وهو:
وآخر شاص ترى جلده ... كشر القتادة غب المط
والشاصي: الرافع رجليه ويديه. وإذا أصاب المطر القتاد انتفخت قشوره وارتفعت عن الصميم. يريد قتيلا قد انتفخ فكأن جلده لحاء قتادة.
(١٠) في جميع الأصول هنا: «بنجران» وهو تحريف. (راجع الحاشية رقم ٦ من الصفحة السابقة).
(١١) كذا في ح و «المفضليات» و «معجم ما استعجم». وزعفه وأزعفه: رماه أو ضربه فمات مكانه سريعا. وفي سائر الأصول:
«مرعف» (بالراء المهملة).