كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

9 - المرقش الأصغر

صفحة 381 - الجزء 6

  كان مع المجالد بن ريان في غارته على بني تغلب وقال شعرا:

  وقال أبو عمرو: وقع المجالد بن ريّان ببني تغلب بجمران⁣(⁣١) فنكى فيهم وأصاب مالا وأسرى، / وكان معه المرقّش الأكبر، فقال المرقش في ذلك:

  أتتني لسان⁣(⁣٢) بني عامر ... فجلَّى أحاديثها عن بصر

  / بأنّ بني الوخم⁣(⁣٣) ساروا معا ... بجيش كضوء نجوم السّحر⁣(⁣٤)

  بكلّ خبوب⁣(⁣٥) السّرى نهدة ... وكل كميت طوال أغرّ

  فما شعر الحيّ حتى رأوا ... بريق القوانس فوق الغرر⁣(⁣٦)

  فأقبلنهم⁣(⁣٧) ثم أدبرنهم ... وأصدرنهم قبل حين الصّدر

  فيا ربّ شلو تخطرفنه⁣(⁣٨) ... كريم لدى مزحف أو مكرّ⁣(⁣٩)

  وكائن بجمران⁣(⁣١٠) من مزعف⁣(⁣١١) ... ومن رجل وجهه قد عفر

  ٩ - وأمّا المرقّش الأصغر

  نسبه وعشقه لفاطمة بنت المنذر وأخباره في ذلك وشعره:

  فهو - على ما ذكر أبو عمرو - ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة. والمرقّش الأكبر عم الأصغر، والأصغر عم طرفة بن العبد. قال أبو عمرو: والمرقّش الأصغر أشعر المرقّشين وأطولهما عمرا. وهو الذي عشق


(١) جمران (بضم أوّله وإسكان ثانيه): موضع ببلاد الرباب، أو هو ماء. وقد ورد هذا الاسم في أكثر الأصول: «حمران» (بالحاء المهملة). وفي ح: «نجران»، وكلاهما تحريف. راجع «المفضليات» ص ٤٨٣ طبع أوروبا). و «معجم ما استعجم» (ص ٢٤٥).

(٢) اللسان هنا: الرسالة. وجلى أحاديثها عن بصر: أي كشفت أحاديثها العمى.

(٣) في ح: «الرخم» وفي باقي الأصول: «الرحم». والتصويب عن «المفضليات». وبنو الوخم: بنو عامر بن ذهل بن ثعلبة.

(٤) في شرح «المفضليات»: «قال الأصمعي: خص نجوم السحر لأن النجوم التي تطلع في آخر الليل كبار النجوم ودراريها وهي المضيئة منها».

(٥) في أكثر الأصول: «جنوب السرى». والتصويب عن ح. ويروى

«بكل نسول السرى»

- والنسول: السريعة السير -

و «بكل خنوف السرى»

أي خفيفة لينة رجع اليدين بالسير. (راجع «المفضليات» وشرحها ص ٤٨٣). ونهدة: ضخمة.

(٦) القوانس: جمع قونس وهو أعلى بيضة الحديد. والغرر: السادة من الرجال، ويقال الغرر: الوجوه. ويروى:

«فوق العذر»

والعذر: شعر العرف والناصية. (راجع «شرح المفضليات»).

(٧) في الأصول:

«فأقبلتهم ثم أدبرتهم ...

إلخ «(بالتاء المثناة). والتصويب عن» المفضليات.

(٨) كذا في «المفضليات» والشلو: بقية الجسد. وتخطرفته: استلبته، وقيل: جاوزنه وخلفنه. وفي جميع الأصول: «تخطرفته» (بالتاء).

(٩) زاد صاحب «المفضليات» بعد هذا البيت بيتا وهو:

وآخر شاص ترى جلده ... كشر القتادة غب المط

والشاصي: الرافع رجليه ويديه. وإذا أصاب المطر القتاد انتفخت قشوره وارتفعت عن الصميم. يريد قتيلا قد انتفخ فكأن جلده لحاء قتادة.

(١٠) في جميع الأصول هنا: «بنجران» وهو تحريف. (راجع الحاشية رقم ٦ من الصفحة السابقة).

(١١) كذا في ح و «المفضليات» و «معجم ما استعجم». وزعفه وأزعفه: رماه أو ضربه فمات مكانه سريعا. وفي سائر الأصول:

«مرعف» (بالراء المهملة).