كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

11 - أخبار سياط ونسبه

صفحة 392 - الجزء 6

١١ - أخبار سياط ونسبه

  أخبار سياط ونسبه وتلامذته وأستاذه:

  سياط لقب غلب عليه، واسمه عبد اللَّه بن وهب، ويكنى أبا وهب، مكيّ مولى خزاعة. وكان مقدّما في الغناء رواية وصنعة، ومقدّما في الضرب معدودا في الضّرّاب. وهو أستاذ ابن جامع وإبراهيم الموصلي، وعنه أخذا ونقلا ونقل نظراؤهما الغناء القديم، وأخذه هو عن يونس الكاتب. وكان سياط زوج أمّ ابن جامع. وفيه يقول بعض الشعراء:

  ما سمعت الغناء إلَّا شجاني ... من سياط وزاد في وسواسي

  غنّني يا سياط قد ذهب اللي ... ل غناء يطير منه نعاسي

  ما أبالي إذا سمعت غناء ... لسياط ما فاتني للرّؤاسي

  والرؤاسيّ الذي عناه هو عباس بن منقار، وهو من بني رؤاس. وفيه يقول محمد بن أبان الضّبّيّ:

  إذا واخيت عبّاسا ... فكن منه على وجل⁣(⁣١)

  فتى لا يقبل العذر ... ولا يرغب في الوصل

  وما⁣(⁣٢) إن يتغنّى من ... يواخيه من النّبل

  سبب تلقيبه بسياط:

  قال حمّاد بن إسحاق: لقّب سياط هذا اللقب لأنه كان كثيرا ما يتغنّى:

  كأنّ مزاحف الحيّات فيه ... قبيل الصبح آثار السّياط

  مدح إبراهيم الموصلي غناءه:

  وأخبرني محمد بن خلف قال حدّثني هارون بن مخارق⁣(⁣٣) عن أبيه، وأخبرني به عبد اللَّه بن عباس بن الفضل بن الربيع الربيعي⁣(⁣٤) عن وسواسة الموصليّ - ولم أسمع أنا هذا الخبر من وسواسة - عن حماد عن أبيه، قالا⁣(⁣٥):


(١) كذا في الأصول. والوجل بالتحريك، ولعله سكن لضرورة الشعر، ويحتمل أن يكون صوابه: «على دخل». والدخل بسكون الخاء كالدخل بالتحريك وهو الريبة.

(٢) كذا في أ، ء، م. وفي سائر الأصول: «ومن».

(٣) في الأصول: «هارون بن مخالف» وهو تحريف، لأن الذي يروي عنه محمد بن خلف وكيع هو «هارون بن مخارق».

(٤) كذا في ح، وفي جميع الأصول: «الربعي» وهو تحريف. راجع الحاشية (رقم ٢ ص ٢٥٢ من الجزء الثالث من هذه الطبعة).

(٥) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «قال».