كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

15 - أخبار يحيى المكي ونسبه

صفحة 415 - الجزء 6

  / قال: ومنها:

  صوت

  بان الخليط فما أؤمّله ... وعفا من الرّوحاء⁣(⁣١) منزله

  ما ظبية أدماء عاطلة ... تحنو على طفل تطفّله

  لحن يحيى في هذا الشعر ثاني ثقيل بالبنصر. قال أحمد: قال لي إسحاق: وددت أن هذا / الصوت لي أو لأبي وأني مغرّم عشرة آلاف درهم. ثم قال: هل سمعتم بأحسن من قوله: «على طفل تطفّله».

  قال: ومنها:

  صوت

  وكفّ كعوّاذ⁣(⁣٢) النقا لا يضيرها ... إذا برزت ألَّا يكون خضاب

  أنامل فتخ⁣(⁣٣) لا ترى بأصولها ... ضمورا ولم تظهر لهن كعاب

  ولحنه من الثقيل الثاني.

  قال: ومنها:

  صوت

  صادتك⁣(⁣٤) هند وتلك عادتها ... فالقلب مما يشفّه كمد

  / كم تشتكي الشوق من صبابتها ... ولا تبالي هند بما تجد

  ولحنه من خفيف الثقيل.

  قال: ومنها:

  صوت

  أعسيت من سلمى هوا ... ك اليوم محتلَّا جديدا

  ومرابط الخيل الجيا ... د ومنزلا خلقا همودا


(١) الروحاء: قرية جامعة لمزينة على ليلتين من المدينة، بينهما نحو أربعين ميلا.

(٢) الظاهر أن الشاعر يريد «بعواذ النقا» الديدان التي تعوذ بالنقا (الكثيب من الرمل) وتلوذ به. وقد ورد كثيرا في الشعر العربي تشبيه أصابع النساء وأنامل العذارى بهذه الديدان. قال امرؤ القيس:

وتعطو برخص غير شثن كأنه ... أساريع ظبي أو مساويك إسحل

(ظبي: اسم كثيب. والأساريع: دواب تكون بالرمل صغار بيض ملس، واحدها أسروع ويسروع). ويقال لهذه الديدان بنات النقا؛ قال ذو الرمة:

خراعيب أملود كأن بناتها ... بنات النقا تخفى مرارا وتظهر

(٣) فتح: رخصة لينة. وقد وردت هذه الكلمة في جميع الأصول بالحاء المهملة؛ وهو تصحيف.

(٤) في ب، س: «صادتها». وهو تحريف.