كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

16 - أخبار النميري ونسبه

صفحة 420 - الجزء 6

  /

  له أرج من مجمر الهند ساطع⁣(⁣١) ... تطلَّع ريّاه من الكفرات⁣(⁣٢)

  تهادين ما بين المحصّب⁣(⁣٣) من منى ... وأقبلن لا شعثا ولا غبرات⁣(⁣٤)

  أعان الذي فوق السماوات عرشه ... مواشي بالبطحاء مؤتجرات⁣(⁣٥)

  مررن بفخّ⁣(⁣٦) ثم رحن عشية ... يلبّين للرحمن معتمرات

  / يخبّئن⁣(⁣٧) أطراف البنان من التقى ... ويقتلن بالألحاظ مقتدرات

  تقسّمن لبّي يوم نعمان إنني ... رأيت فؤادي عارم⁣(⁣٨) النظرات

  جلون وجوها لم تلحها سمائم ... حرور ولم يسفعن بالسّبرات⁣(⁣٩)

  فقلت يعافير الظباء تناولت ... نياع⁣(⁣١٠) غصون المرد⁣(⁣١١) مهتصرات

  ولما رأت ركب النّميري راعها ... وكنّ من أن يلقينه حذرات

  / فأدنين، حتى جاوز الركب، دونها ... حجابا من القسّيّ⁣(⁣١٢) والحبرات

  فكدت اشتياقا نحوها وصبابة ... تقطَّع نفسي إثرها حسرات

  فراجعت نفسي والحفيظة بعد ما ... بللت رداء العصب⁣(⁣١٣) بالعبرات


يخرج من شعبه ومواضع زهره يقال له سكر العشر، وفي سكره شيء من مرارة.

(١) في المجموعة المخطوطة:

له أرج بالعنبر الورد فاغم

(٢) الكفرات: جمع كفر (بفتح الكاف وكسر الفاء) وهو العظيم من الجبال.

(٣) المحصب: موضع بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب.

(٤) في المجموعة المخطوطة:

«تهادين ما بين المحصب من منى ... ونعمان ... إلخ «

(٥) مؤتجرات: طالبات للأجر. وفي «تجريد الأغاني»: «معتجرات» أي لا بسات المعاجر وهي أثواب تلفها النساء على استدارة رؤوسهن ثم تجلببن فوقها بجلابيبهن. ورواية هذا البيت في المجموعة المخطوطة:

خرجن إلى البيت العتيق بعمرة ... نواحب في نذر ومؤتجرات

(٦) فخ: موضع بينه وبين مكة ثلاثة أميال وبه كانت وقعة الحسين وعقبة.

(٧) في المجموعة المخطوطة: «يخمرن». ويقال: ليست امرأة من الطائف تخرج إلا وعلى يديها قفازان للتقى.

(٨) أي شارد النظرات حائرها.

(٩) لاحته الشمس ولوحته: لفحته وغيرت وجهه. والسمائم: جمع سموم وهي ريح حارة أو حر النهار. وسفعته: غيرته. والسبرات:

جمع سبرة (بسكون الباء) وهي شدة برد الشتاء.

(١٠) في جميع الأصول: «يناع». والظاهر أنها مصحفة عما أثبتناه. والنياع من الغصون: التي تحركها الرياح فتتحرك وتتمايل. يريد أن أعناقهن في امتدادها كأعناق الظباء.

(١١) كذا في أ، ء، م و «تجريد الأغاني» والمجموعة المخطوطة. والمرد (بالفتح): العص من ثمر الأراك وقيل ناضجه. وفي جميع الأصول: «الورد».

(١٢) القسي: ضرب من الثياب، وهو منسوب إلى قس، موضع بين العريش والفرما من أرض مصر كانت تصنع فيه ثياب من كتان مخلوط بحرير. والحبرات: جمع حبرة (كعنبة)، وهي ضرب من برود اليمن موشى. وروى هذا البيت في المجموعة المخطوطة:

وقام جوار دونها فسترتها ... بأكسية الديباج والحبرات

(١٣) العصب: ضرب من البرود، وقيل: هي برود يصبغ غزلها ثم تنسج، لانثنى ولا تجمع وإنما يثنى ويجمع ما يضاف إليها، فيقال برد عصب وبرود عصب.