كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

16 - أخبار النميري ونسبه

صفحة 422 - الجزء 6

  صوت

  طربت وشاقتك المنازل من جفن⁣(⁣١) ... ألا ربما يعتادك الشوق بالحزن

  نظرت إلى أظعان زينب باللَّوى ... فأعولتها⁣(⁣٢) لو كان إعوالها يغني

  فو اللَّه لا أنساك زينب ما دعت ... مطوّقة ورقاء شجوا على غصن

  فإنّ احتمال الحيّ يوم تحمّلوا ... عناك وهل يعنيك إلا الذي يعني

  ومرسلة في السرّ أن قد فضحتني ... وصرّحت باسمي في النّسيب فما تكنى

  وأشمتّ بي أهلي وجلّ عشيرتي ... ليهنئك ما تهواه إن كان ذا يهنى

  وقد لا مني فيها ابن عمّي ناصحا ... فقلت له خذلي فؤادي أو دعني

  - غنّى ابن سريج في الأوّل والثاني والخامس والسادس من هذه الأبيات لحنا من الرمل بالخنصر في مجرى البنصر عن إسحاق - قال أبو زيد: فيقال: إنه بلغ زينب بنت يوسف قوله هذا فبكت؛ فقالت لها خادمتها؛ ما يبكيك؟ فقالت: أخشى أن يسمع بقوله هذا جاهل بي لا يعرفني ولا يعلم مذهبي فيراه حقّا.

  قال: وقال النميريّ فيها أيضا:

  أهاجتك الظعائن يوم بانوا ... بذي الزّيّ الجميل من الأثاث

  ظعائن أسلكت نقب المنقّى ... تحثّ إذا ونت أيّ احتثاث

  تؤمّل أن تلاقي أهل بصرى ... فيا لك من لقاء مستراث⁣(⁣٣)

  / كأنّ على الحدائج يوم بانوا ... نعاجا⁣(⁣٤) ترتعي بقل البراث⁣(⁣٥)

  يهيّجني الحمام إذا تداعى⁣(⁣٦) ... كما سجع النوائح بالمرائي

  كأن عيونهنّ من التبكَّي ... فصوص الجزع أو ينع الكباث⁣(⁣٧)

  ألاق أنت في الحجج البواقي ... كما لاقيت في الحجج الثلاث

  طلب أبو الحجاج إلى عبد الملك ألا يجعل للحجاج عليه سبيلا فلقيه الحجاج ولم يعرض له:

  أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد بن إسحاق قال قرأت على أبي حدّثنا عثمان بن حفص وغيره:

  أنّ يوسف بن الحكم قام إلى عبد الملك بن مروان لمّا بعث بالحجّاج لحرب بن الزبير، وقال له:


(١) جفن: اسم واد بالطائف لثقيف، وهو بين الطائف وبين معدن البرام.

(٢) أعول الرجل: رفع صوته بالبكاء.

(٣) كذا ورد هذا الشطر الأخير في أ، ء، م و «تجريد الأغاني». ومستراث: مستبطأ. وفي سائر الأصول:

فيا لك مستزار مستراث

(٤) الحدائج: جمع حديجة. والحديجة (ومثلها الحدج بالكسر): من مراكب النساء نحو الهودج والمحفة. والنعاج: البقر الوحشي.

(٥) البراث: الأماكن السهلة من الرمل، واحدها برث (بالفتح).

(٦) في «الكامل» (ص ٣٧٧): «تغنى».

(٧) الجزع (بالفتح): الخرز اليماني الذي فيه سواد وبياض، تشبه به الأعين. وينع: جمع يانع. والكباث (بالفتح): النضيج من ثمر الأراك أو غير النضيج منه، وقيل: حمله إذا كان متفرقا، وهو فويق حب الكسبرة في المقدار.