20 - ذكر أبي ذؤيب وخبره ونسبه
  ولكن خلقت(١) لنا فتنة ... لكي نبتلى فيك(٢) أو تبتلى
  دعوت الطَّريد(٣) فأدنيته ... خلافا(٤) لسنّة من قد مضى
  / وأعطيت(٥) مروان خمس العبا ... د ظلما لهم وحميت الحمى
  / ومالا أتاك به الأشعريّ ... من الفيء أعطيته من دنا
  وإن الأمينين قد بيّنا ... منار الطريق عليه الهدى
  فما أخذا درهما غيلة ... ولا قسّما درهما في هوى
  قال: والمال الذي ذكر أن الأشعريّ جاء به مال كان أبو موسى قدم به على عثمان من العراق، فأعطى عبد اللَّه بن أسيد بن أبي العيص منه مائة ألف درهم، وقيل: ثلاثمائة ألف درهم؛ فأنكر الناس ذلك.
  ذكر ابن بجرة وخمره في قصيدة غنى في أبيات منها:
  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه قال حدّثنا عمر بن شبّة عن محمد بن يحيى عن عبد العزيز - أظنه ابن(٦) الدّراوردي - قال: ابن بجرة الذي ذكره أبو ذؤيب رجل من بني عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب من قريش، ولم يسكنوا مكة ولا المدينة قطَّ، وبالمدينة منهم امرأة، ولهم موال أشهر منهم، يقال لهم بنو سجفان(٧). وكان ابن بجرة هذا خمّارا. وهذا الصوت الذي ذكرناه(٨) من لحن حكم الواديّ المختار من قصيدة لأبي ذؤيب طويلة. فمما يغنّى فيه منها:
  صوت
  أساءلت رسم الدار أم لم تسائل ... عن الحيّ أم عن عهده بالأوائل
(١) في «الاستيعاب»: «جعلت».
(٢) في ح: «بك».
(٣) الطريد: هو الحكم بن العاص بن أمية أبو مروان بن الحكم وعم عثمان بن عفان، أسلم يوم الفتح. أخرجه رسول اللَّه ﷺ من المدينة وطرده عنها فنزل الطائف. ولم يزل بها مدّة خلافة أبي بكر وعمر إلى أن ولى عثمان فرده إلى المدينة وأعطاه مائة ألف درهم، وبقي فيها إلى أن توفي في آخر خلافة عثمان قبل القيام على عثمان بأشهر وكان ذلك مما نقموا على عثمان. واختلف في السبب الموجب لنفي رسول اللَّه ﷺ إياه فقيل: كان يتحيل ويستخفي ويسمع ما يسره رسول اللَّه ﷺ إلى كبار أصحابه في مشركي قريس وسائر الكفار والمنافقين فكان يفشي ذلك عليه، وكان يحكيه في مشيئته وبعض حركاته إلى أمور غيرها. (انظر «الاستيعاب» ج ١ ص ١٢٠، ١٢١ و «المعارف» لابن قتيبة ص ٩٧ و «طبقات ابن سعد» ج ٥ ص ٣٣٠ - ٣٣١).
(٤) في «الاستيعاب»:
خلافا لما سنه المصطفى
(٥) ورد هذا البيت والذي بعده في «الاستيعاب» هكذا:
ووليت قرباك أمر العباد ... خلافا لسنة من قد مضى
وأعطيت مروان خمس الغني ... مة آثرته وحميت الحمى
(٦) كذا في ب، س، ح. وفي سائر الأصول: «أظنه ابن عمران». وكلاهما روى عنه محمد بن يحيى الكناني أبو غسان.
والدراوردي: نسبة إلى دراورد، قرية من قرى فارس. وقيل: إنها قرية بخراسان، وقيل غير ذلك. (راجع «تهذيب التهذيب» و «الطبقات الكبرى» لابن سعد).
(٧) كذا في ب، س. وفي ح: «بنو أسجفا». وفي سائر الأصول: «بنو أسجفان».
(٨) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «ذكره».