كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

20 - ذكر أبي ذؤيب وخبره ونسبه

صفحة 473 - الجزء 6

  عفا غير رسم الدار ما إن تبينه⁣(⁣١) ... وعفر⁣(⁣٢) ظباء قد ثوت في المنازل

  فلو أنّ ما عند ابن بجرة عندها ... من الخمر لم تبلل لهاتي بناطل

  / فتلك⁣(⁣٣) التي لا يذهب الدهر حبّها ... ولا ذكرها ما أرزمت أمّ حائل

  غنّاه الغريض ثقيلا أوّل بالوسطى. ويقال: إن لمعبد فيه أيضا لحنا.

  قوله: «أساءلت» يخاطب نفسه. ويروى: «عن السّكن أو عن أهله»⁣(⁣٤). والسّكن. الذي⁣(⁣٥) كانوا فيه. وقال الأصمعي: السكن: سكن الدار. والسكن: المنزل أيضا. ويروى: «عفا غير نؤى الدار». والنّؤى: حاجز يجعل حول بيوت الأعراب لئلا يصل المطر إليها. ويروى - وهو الصحيح -:

  وأقطاع⁣(⁣٦) طفي قد عفت في المعاقل

  والطَّفي: خوص المقل. والمعاقل: حيث نزلوا فامتنعوا، واحدها معقل. وواحد الطَّفي: طفية. وأرزمت:

  حنّت. والحائل: الأنثى. والسّقب: الذكر.

  ومنها:

  صوت

  وإنّ حديثا منك لو تبذلينه ... جنى النحل في ألبان عوذ مطافل

  مطافل أبكار حديث نتاجها ... تشاب بماء مثل ماء المفاصل

  غنّاه ابن سريج رملا بالوسطى. جنى النحل: العسل. والعوذ: جمع عائذ، الناقة حين تضع فهي عائذ، فإذا تبعها ولدها قيل لها مطفل. والمفاصل: منفصل⁣(⁣٧) السهل / من الجبل حيث يكون الرّضراض⁣(⁣٨)، والماء الذي يستنقع⁣(⁣٩) فيها أطيب المياه. وتشاب: تخلط.

  وأخبرني محمّد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا الرّياشيّ قال حدّثنا الأصمعيّ:

  أن أبا ذؤيب إنما عنى بقوله: «مطافل أبكار» أنّ لبن الأبكار أطيب الألبان، وهو لبنها لأوّل بطن وضعت.

  قال: وكذلك العسل فإنّ أطيبه ما كان من بكر النحل. قال: وحدّثني كردين قال: كتب الحجاج إلى عامله على


(١) في ح: «أبينه».

(٢) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «وغير ظبا».

(٣) رواية هذا الشطر في ديوانه المخطوط و «أمالي القالي» (ج ١ ص ٢٣٣ طبع دار الكتب المصرية): «فتلك التي لا يبرح القلب حبها».

(٤) قال الأصمعي في التعليق على هذا البيت في شرح ديوانه: «السكن: أهل الدار سكانها، والسكن: المنزل ...». وترك كلمة السكن بدون شكل. والذي في كتب اللغة أن السكن (بالفتح): السكان، وهو جمع لساكن كصحب وصاحب. (وبالضم وبالتحريك):

المسكن.

(٥) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «الذين» وهو تحريف.

(٦) أقطاع: جمع قطع (بالكسر) وهو - كالقطيع -: الغصن تقطعه من الشجرة.

(٧) كذا صححها المرحوم الأستاذ الشنقيطي بخطه على هامش نسخته. وفي الأصول: «منفتل».

(٨) الرضراض: مادق من الحصى.

(٩) كذا في ح. ويستنقع: يجتمع. وفي سائر الأصول: «ينبع».