20 - ذكر أبي ذؤيب وخبره ونسبه
  عفا غير رسم الدار ما إن تبينه(١) ... وعفر(٢) ظباء قد ثوت في المنازل
  فلو أنّ ما عند ابن بجرة عندها ... من الخمر لم تبلل لهاتي بناطل
  / فتلك(٣) التي لا يذهب الدهر حبّها ... ولا ذكرها ما أرزمت أمّ حائل
  غنّاه الغريض ثقيلا أوّل بالوسطى. ويقال: إن لمعبد فيه أيضا لحنا.
  قوله: «أساءلت» يخاطب نفسه. ويروى: «عن السّكن أو عن أهله»(٤). والسّكن. الذي(٥) كانوا فيه. وقال الأصمعي: السكن: سكن الدار. والسكن: المنزل أيضا. ويروى: «عفا غير نؤى الدار». والنّؤى: حاجز يجعل حول بيوت الأعراب لئلا يصل المطر إليها. ويروى - وهو الصحيح -:
  وأقطاع(٦) طفي قد عفت في المعاقل
  والطَّفي: خوص المقل. والمعاقل: حيث نزلوا فامتنعوا، واحدها معقل. وواحد الطَّفي: طفية. وأرزمت:
  حنّت. والحائل: الأنثى. والسّقب: الذكر.
  ومنها:
  صوت
  وإنّ حديثا منك لو تبذلينه ... جنى النحل في ألبان عوذ مطافل
  مطافل أبكار حديث نتاجها ... تشاب بماء مثل ماء المفاصل
  غنّاه ابن سريج رملا بالوسطى. جنى النحل: العسل. والعوذ: جمع عائذ، الناقة حين تضع فهي عائذ، فإذا تبعها ولدها قيل لها مطفل. والمفاصل: منفصل(٧) السهل / من الجبل حيث يكون الرّضراض(٨)، والماء الذي يستنقع(٩) فيها أطيب المياه. وتشاب: تخلط.
  وأخبرني محمّد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا الرّياشيّ قال حدّثنا الأصمعيّ:
  أن أبا ذؤيب إنما عنى بقوله: «مطافل أبكار» أنّ لبن الأبكار أطيب الألبان، وهو لبنها لأوّل بطن وضعت.
  قال: وكذلك العسل فإنّ أطيبه ما كان من بكر النحل. قال: وحدّثني كردين قال: كتب الحجاج إلى عامله على
(١) في ح: «أبينه».
(٢) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «وغير ظبا».
(٣) رواية هذا الشطر في ديوانه المخطوط و «أمالي القالي» (ج ١ ص ٢٣٣ طبع دار الكتب المصرية): «فتلك التي لا يبرح القلب حبها».
(٤) قال الأصمعي في التعليق على هذا البيت في شرح ديوانه: «السكن: أهل الدار سكانها، والسكن: المنزل ...». وترك كلمة السكن بدون شكل. والذي في كتب اللغة أن السكن (بالفتح): السكان، وهو جمع لساكن كصحب وصاحب. (وبالضم وبالتحريك):
المسكن.
(٥) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «الذين» وهو تحريف.
(٦) أقطاع: جمع قطع (بالكسر) وهو - كالقطيع -: الغصن تقطعه من الشجرة.
(٧) كذا صححها المرحوم الأستاذ الشنقيطي بخطه على هامش نسخته. وفي الأصول: «منفتل».
(٨) الرضراض: مادق من الحصى.
(٩) كذا في ح. ويستنقع: يجتمع. وفي سائر الأصول: «ينبع».