22 - ذكر ابن جامع وخبره ونسبه
  أين الذين إذا مازرتهم جذلوا ... وطار عن قلبي التّشواق والكمد
  [ثم عاد إلى الثانية وأحسبه أغفلها وما تغنّت(١) به] ثم عاد الخادم إلى الجارية التي تليها فانبعثت تغنّي بصوت لحكم الواديّ وهو:
  فو اللَّه ما أدري أيغلبني الهوى ... إذا جدّ وشك البين أم أنا غالبه
  فإن أستطع أغلب وإن يغلب الهوى ... فمثل الذي لاقيت يغلب صاحبه
  قال: ثم عاد الخادم إلى الجارية الثالثة فغنّت بصوت لحنين وهو قوله:
  مررنا على قيسيّة عامريّة ... لها بشر صافي الأديم هجان(٢)
  فقالت وألقت جانب السّتر دونها ... من ايّة أرض أو من الرجلان
  فقلت لها أمّا تميم فأسرتي ... هديت وأما صاحبي فيمان
  رفيقان ضمّ السّفر بيني وبينه ... وقد يلتقي الشتّى فيأتلفان
  ثم عاد إلى الرجل فغنّى صوتا فشبّه(٣) فيه. والشعر لعمر بن أبي ربيعة وهو قوله:
  أمسى بأسماء هذا القلب معمودا ... إذا أقول صحا يعتاده عيدا
  كأنّ أحور من غزلان ذي(٤) بقر ... أعارها شبه العينين والجيدا
  بمشرق(٥) كشعاع الشمس بهجته ... ومسبكرّ على لبّاتها سودا
  / ثم عاد إلى الجارية فتغنّت بصوت لحكم الواديّ:
  تعيّرنا أنّا قليل عديدنا ... فقلت لها إن الكرام قليل
  وما ضرّنا أنّا قليل وجارنا ... عزيز وجار الأكثرين ذليل
  وإنّا لقوم ما نرى القتل سبّة ... إذا ما رأته عامر وسلول
  يقرّب حبّ الموت آجالنا لنا ... وتكرهه آجالهم فتطول
  وتغنّت الثانية:
  وددتك لما كان ودّك خالصا ... وأعرضت لما صرت نهبا مقسّما
(١) كذا وردت هذه العبارة في جميع الأصول. والظاهر أنها مقحمة.
(٢) الهجان: الأبيض الخالص من كل شيء.
(٣) يريد: خلط فيه ولم يحسن أداءه.
(٤) كذا في جميع الأصول هنا وفيما سيأتي في ح وديوانه. وفيما سيأتي في سائر الأصول: «ذي نفر» (بالفاء) وكلاهما اسم لموضع.
فذو بقر: واد بين أخيلة الحمى حمى الربذة، وقرية في ديار بني أسد. وذو نفر: موضع على ثمانية أميال من السليلة بينها وبين الربذة. (انظر «معجم ما استعجم» للبكري و «معجم ياقوت»).
(٥) كذا في ديوانه. وهذا البيت يتعلق ببيت قبله أغفله صاحب الأغاني وهو:
قامت تراءى وقد جدّ الرحيل بنا ... لتنكأ القرح من قلب قد اصطيدا
وفي جميع الأصول:
«ومشرقا ..... ومسبطرا ... إلخ «
وشعر مسبكر: مسترسل.