22 - ذكر ابن جامع وخبره ونسبه
  ولا يلبث الحوض الجديد بناؤه ... إذا(١) كثر الورّاد أن يتهدّما
  وتغنّت الثالثة بشعر الخنساء:
  وما كرّ إلا كان أوّل طاعن ... ولا أبصرته الخيل إلا اقشعرّت
  فيدرك ثأرا وهو لم يخطه الغنى ... فمثل أخي يوما به العين قرّت
  فلست أرزّا بعده برزيّة ... فأذكره إلا سلت وتجلَّت
  وغنّى الرجل في الدور الثالث:
  لحى اللَّه صعلوكا مناه وهمّه ... من الدهر أن يلقى لبوسا ومطعما
  / ينام الضحى حتى إذا ليله انتهى(٢) ... تنّبه مثلوج(٣) الفؤاد مورّما(٤)
  ولكنّ صعلوكا يساور همّه ... ويمضي على الهيجاء ليثا مقدّما(٥)
  فذلك إن يلق الكريهة يلقها ... كريما وإن يستغن يوما فربّما
  / قال: وتغنّت الجارية:
  إذا كنت ربّا للقلوص فلا يكن(٦) ... رفيقك يمشي خلفها غير راكب
  أنخها فأردفه فإن حملتكما ... فذاك وإن كان العقاب(٧) فعاقب
  قال: وتغنّت الجارية بشعر عمرو بن معديكرب:
  ألم تر لمّا ضمّني البلد القفر ... سمعت نداء يصدع القلب يا عمرو
  أغثنا فإنا عصبة مذحجيّة ... نزار على وفر وليس لنا وفر
  قال: وتغنّت الثالثة بشعر عمر بن أبي ربيعة:
  فلما تواقفنا وسلَّمت أسفرت(٨) ... وجوه زهاها الحسن أن تتقنّعا
  تبالهن بالعرفان لمّا عرفنني ... وقلن امرؤ باغ أكلّ(٩) وأوضعا
  ولما تنازعن(١٠) الأحاديث قلن لي ... أخفت علينا أن نغرّ ونخدعا
(١) في أ، ء، م هنا وفيما سيأتي في جميع الأصول: «على كثرة الوراد».
(٢) في «ديوان حاتم» (طبع لندن سنة ١٨٧٢): «استوى».
(٣) كذا في ديوانه. وفي جميع الأصول: «مسلوب».
(٤) مورما: منتفخا بادئا لعدم ما يشغله من شؤون الحياة.
(٥) في أ، ء، م هنا وفيما سيأتي في جميع الأصول: «مصمما». ورواية هذا البيت في ديوانه:
وللَّه صعلوك يساور همه ... ويمضي على الأحداث والدهر مقدما
(٦) في «شعراء النصرانية» (ج ١ ص ١٢٩ طبع بيروت): «فلا تدع».
(٧) العقاب: هو أن تركب الدابة مرة ويركبها صاحبك مرة.
(٨) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «أقبلت». وفي ديوانه طبع أوروبا: «أشرقت».
(٩) أكل: أعيا. وأوضع: أسرع. يريد أنه أوضع فأكل إلا أنه قدّم وأخر.
(١٠) كدا في ديوانه. وفي جميع الأصول هنا: «تواضعن» وفي ب، س فيما سيأتي: «تراجعن».