كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

22 - ذكر ابن جامع وخبره ونسبه

صفحة 506 - الجزء 6

  صوت

  يا دار أضحت خلاء لا أنيس بها ... إلا الظباء وإلا النّاشط الفرد

  أين الذين إذا ما زرتهم جذلوا ... وطار عن قلبي التشواق والكمد

  في هذا الصوت لحن لابن سريج خفيف ثقيل أوّل بالوسطى من رواية حبش. ولحن ابن جامع رمل.

  ومنها:

  صوت

  لم تمش ميلا ولم تركب على جمل ... ولم تر الشمس إلا دونها الكلل

  أقول⁣(⁣١) للركب في درنا وقد ثملوا ... شيموا وكيف يشيم الشارب الثّمل

  / الشعر للأعشى. والغناء لابن سريج رمل بالبنصر، وقد كتب فيما يغنّي فيه من قصيدة الأعشى التي أوّلها:

  ودّع هريرة إن الركب مرتحل

  ومنها:

  صوت

  مررنا على قيسيّة عامريّة ... لها بشر صافي الأديم هجان

  فقالت وألقت جانب الستر دونها ... من أيّة أرض أو من الرجلان

  فقلت لها أمّا تميم فأسرتي ... هديت وأمّا صاحبي فيماني

  رفيقان ضمّ السّفر بيني وبينه ... وقد يلتقي الشتّى فيأتلفان

  غنّاه ابن سريج خفيف رمل بالبنصر.

  ومنها:

  صوت

  أمسى بأسماء هذا القلب معمودا ... إذا أقول صحا يعتاده عيدا

  أجري على موعد منها فتخلفني ... فما أملّ ولا توفي المواعيدا


(١) درنا: ناحية باليمامة وكانت تسمى هكذا في الجاهلية. وهي المعروفة بأثافت أو أثافة بالهاء والتاء. قال الهمداني: وكان الأعشى كثيرا ما يتخرّف فيها وكان له بها معصر للخمر يعصر فيه ما أجزل له أهل أثافت من أعنابهم. ويروون في قصيدته البائية:

أحب أثافت وقت القطاف ... ووقت عصارة أعنابها

ويسكنها أهل ذي كبار ووداعة. والرواية المشهورة في هذا الشطر كما في «شرح المعلقات العشر» للتبريزي و «معجم البلدان» و «صفة جزيرة العرب» و «لسان العرب» و «شرح القاموس» (مادة درن): «فقلت للشرب في درنا ... إلخ».